استطاع قسم جراحة المسالك البولية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض خلال السنوات الثلاث الماضية إجراء أكثر من 60 عملية بواسطة الرجل الآلي "الروبوت"، ويعد المستشفى التخصصي بالرياض من المؤسسات الطبية الرائدة في استخدام الروبوت في إجراء عمليات المسالك البولية في الشرق الأوسط. وتمكن جراحو قسم المسالك البولية بالمستشفى من إجراء عملية استئصال جزئي للمثانة في النصف الأول من هذا العام في عملية غير مسبوقة من هذا النوع، ويؤكد رئيس قسم جراحة المسالك البولية بالمستشفى التخصصي الدكتور وليد الخضير، أنه لم تنشر أي مقالة علمية في أي مجلة طبية مرجعية عن إجراء مثل هذه العملية من قبل في أي مركز طبي في العالم. وبدعم مادي ومعنوي من إدارة المستشفى، من خلال توفير الوسائل التشخيصية والعلاجية الحديثة القائمة على التقنية المتقدمة، فقد تمكن قسم جراحة المسالك البولية من الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية والمضي قدماً في الخدمات غير المسبوقة التي يقدمها لمرضاه على مستوى المملكة ومنطقة الخليج، حيث استطاع جراحو القسم خلال السنتين الماضيتين من إجراء خمس عمليات جراحية بواسطة الروبوت لاستئصال جزئي من الكلية، ولا يتم إجراء هذا النوع من العمليات سوى في مراكز محدودة عالمياً نظراً لحاجتها إلى الدقة والتمكن الجراحي. ويشير الدكتور الخضير إلى أن إجراء تلك العمليات الدقيقة والمتقدمة بنجاح يعود إلى وجود فريق طبي متكامل ومتمكن، سواء من الجراحين أو الممرضين والفنيين المتخصصين ذوي الكفاءة العالية، مرجعاً نجاح عمليات الروبوت في القسم إلى تناسق العمل، والمشتمل على وجود استشاريين أو ثلاثة في العملية الجراحية الواحدة، إلى جانب المساعدين والفنيين المتخصصين، مضيفا: روح الفريق وتكامله تبقى حجر الزاوية في هذه العمليات، حيث إن الجراح الموجود على منصة التحكم يعمل بتناسق وتكامل مع الجراح الموجود على مقربة من جسم المريض، لضمان سلامته أولاً وإتمام العملية بالدقة والكفاءة المطلوبة. وخلال شهر سبتمبر شارك قسم المسالك البولية بالمستشفى التخصصي في المؤتمر الأوروبي لجراحة الروبوت، بناءً على دعوة تلقاها، حيث قدم أربع أوراق عمل مع عرض فيديو لعمليات أجريت بواسطة الروبوت في المستشفى. من جهته يوضح الدكتور حسن الزهراني استشاري جراحة المسالك البولية أن هذه التقنية الجديدة في غرف العمليات تعتمد على الاستفادة من التقدم في تقنية الحاسوب والمعلوماتية التي حدثت خلال العقدين الماضيين، مبينا أن هذه التقنية تقدم للجراحين رؤية ثلاثية الأبعاد وبتفاصيل دقيقة تجعلهم يشعرون بعمق الإحساس خلال إجراء عمليات المناظير، كما أن هذه التقنية تضيف للجراحين خاصيتين مهمتين للقيام بالعمليات الدقيقة والمعقدة، وهما مرونة الحركة في كل الاتجاهات والزوايا، والتي تتفوق على اليد البشرية، وإلغاء الرعشة والحركة اللاإرادية التي قد تعيق كفاءة وحسن التنفيذ. وأكد الدكتور محمد العتيبي استشاري جراحة المسالك البولية بالمستشفى أن الروبوت لم ولن يحل بديلاً عن الجراح الماهر، لكنه وسيلة لتطويع الصعوبات التي يواجهها الطبيب الجراح في بعض الحالات الجراحية، مضيفا: تقنية الروبوت وجدت قبولاً كبيراً بين جراحي المسالك البولية، وخاصة في أمريكا، حيث إن غالبية عمليات الاستئصال الكامل للبروستات المصابة بالسرطان أصبحت تجرى عن طريق هذه التقنية، والتي تحمل في المستقبل فرصاً كثيرة لجعل العمليات الجراحية أكثر كفاءة ودقة، مع إمكانية إجرائها عن بعد أو عن طريق المساعدة والمشورة.