سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنا في حالة رعب بعد (أم البنات).. والمرأة هي الأقدر على سرد (التفاصيل النسوية الصغيرة) تركت كتابة الرواية وانحازت للغة التلفزيونية.. هبة حمادة ل"الرياض":
قالت مؤلفة مسلسل "أم البنات" الكاتبة هبة مشاري حمادة أنها لم تكن تتوقع ردود الأفعال على المسلسل الذي عرض خلال شهر رمضان وقدمت بطولته الفنانة سعاد عبدالله؛ مشيرة إلى أنها كانت تتوقع أن يكون الصدى محلياً على اعتبار أن العمل كويتي، إلا أن المسلسل أخذ صدى تجاوز المحيط المحلي؛ واصفة حالتها بعيد تلقي ردود الأفعال بالقول "أنا في حالة رعب". الكاتبة الكويتية التي أتمت الدراسات العليا في نقد النص الروائي، استثمرت معرفتها النقدية الروائية في كتابة سيناريو جذب اهتمام وإعجاب الجمهور والصحافة؛ وذلك بعد أن انصرفت حمادة عن فكرة كانت تراودها لسنوات وهي كتابة الرواية لصالح كتابة السيناريو: "كان مشروعي هو عمل رواية أدبية.. إلا أنني شعرت أن المتلقي اليوم يتأثر ويتفاعل بشكل أكبر مع التواصل البصري "التلفزيون" على حساب التواصل النصي "الرواية" مما دفعني إلى الانحياز إلى الكتابة التلفزيونية". مشيرة إلى أن الكتابة تعتمد على القراءة أولاً، واصفة نفسها بالقارئة "النهمة". وحول تجربة مسلسل أم البنات وكيف استثمرت معرفتها بفن الرواية في كتابة سيناريو وصف فنياً، بأنه من أجمل الأعمال الدرامية الخليجية لهذا العام، قالت كاتبة "أم البنات": "تحررت من قراءاتي الروائية، لاجئة إلى صنع شخصيات "هجينة" تعتمد على فكرة محددة"، مشيرة إلى أنها حاولت وضع خطوط فاصلة بين الشخصيات لكي لا تبدو متشابهة "وهو ما ظهر جلياً في شخصيات المسلسل كما لاحظ المشاهدون بين البنات الست في أذواقهن وميولاتهن". مؤكدة على أهمية قاموس المفردات اللغوية لكل شخصية والتي يجب أن تختلف عن الأخرى، كلٌ حسب طريقة تفكيره وشخصيته. وعن اختيار سرد المسلسل على لسان الرواية "سعاد عبدالله"، قالت حمادة: "في هذه الفكرة لم أتحرر نهائيا من الرواية"؛ كاشفة أن هذا التكنيك ساهم في منح العمل التلفزيوني ديناميكية عالية في التنقل بين الأحداث. وانتقدت حمادة مغالاة المسلسلات الدرامية في الحوارات، من خلال الإسهاب في الحوارات على حساب الأحداث والحبكة وسلوك الشخصيات؛ مشيرة إلى أنها ركزت في مسلسل أم البنات على "الصمت" وليس على الحوارات، واصفة الصمت بالفضاء الخصب والجميل. الكاتبة-هبة حماد وعن تجربة كتابة المرأة للدراما التلفزيونية قالت حمادة: "وصلنا مرحلة من كونها مادة روائية يكتب عنها إلى كونها مادة فاعلة منتجة للنص". موضحة أن العمل النسوي في الكتابة هو عمل "رسم" وكشف خفايا وأسرارا، حيث تجيد المرأة الغوص في أعماق الذات النسوية، مؤكدة أن المرأة هي الأقدر على توصيل ما وصفته ب"المنمنمات النسوية الصغيرة" وتلك التفاصيل الصغيرة التي قد لا يعرفها الكاتب. هبة مشاري حمادة التي شكرت الجمهور السعودي على تبني العمل من خلال الصحافة والمنتديات والتعليقات الكثيفة على مواقع النت.. قالت أنها دخلت مع المخرج في جدل حول كيفية تقديم صورة مسرحية في العمل الدرامي، مذكّرة بالحلقة (28) ومشهد وقوف سعاد عبدالله أمام المرآة بعد أن أحرقت يديها لتظهر من ورائها "12" يدٍاً هن أيدي بناتها "6" في مشهدية مسرحية تحيلنا إلى مسرح الإيماء الياباني ولغة التعبير من خلال الجسد والذي وفقت حمادة والمخرج عارف الطويل في بنائه على المستوى الجمالي داخل مشاهد العمل؛ إلا أن الجدل انتهى لصالح حمادة التي أصرت على وجود مشاهد تلبي رغبة "المشاهد الضمني"؛ قائلة: "أنا لدي مشاهد ضمني أريده أن يكون سعيداً من خلال ثلاثة أو أربعة مشاهد، إلا أنهم يخشون أن يدخل العمل في النخبوية وهو ما لم يحدث في العمل الذي حاز على تفاعل الجمهور خلال شهر رمضان". يذكر أن سيناريو مسلسل "أم البنات" يعد النص التلفزيوني الثالث لحمادة بعد "أبله نورة" بطولة حياة الفهد و"فضة.. قلبها أبيض" من بطولة سعاد عبدالله.