يقام الأسبوع المقبل في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، معرض (سيتي سكيب) العقاري، وتتميز دورة هذا العام باختلافها عن الدورات السابقة إذ لم نشهد الاستعدادات الكبيرة من قبل المشاركين لهذا الحدث الذي كان ينتظره العديد من متابعي شؤون العقار من شركات ومطورين ووسطاء عقاريين ومؤسسات مالية وحتى الأفراد من المهتمين بالاستثمارات العقارية، وكان هذا المؤتمر يستقطب المئات من شركات التطوير العقاري في المنطقة، وكان حين يقام في السنوات الماضية يصبح أشبه ب (تظاهرة عقارية) للعرض والطلب لكثرة الاقبال على شراء الفلل والشقق السكنية والمكاتب التجارية، ويشكل فرصة مواتية بالنسبة لشركات العقار للإعلان عن مشاريعها العقارية العملاقة في المنطقة، حتى أن بعض الشركات في السنوات الماضية أخذت تتفنن بعرض مجسمات ومخططات مشاريعها بشكل بانورامي ملفت للانتباه، وكانت أجنحة العرض تغص بالمشاركين والعارضين والزوار، والشوارع والطرق المؤدية إلى مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات تعج بسيارات الزوار، كما تعودت الصحف المحلية إفراد صفحات إعلانية ملونة للشركات العارضة ونشر تغطيات شاملة للحدث العقاري الأكبر في المنطقة كما كان يوصف. وسيلاحظ في معرض سيتي سكيب دبي 2009 ، تراجع أعداد العارضين من شركات التطوير العقاري على حساب تزايد عدد الشركات التي تقدم خدماتها المتصلة بالعقار بشكل غير مباشر، كما سيلاحظ تراجع أعداد الشركات العقارية الكبرى المشاركة في هذا المعرض إذ قد لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحد في حين كانت تعد بالعشرات في الدورات الماضية، إذا يشاع في الأوساط العقارية أن بعض الشركات التي تلكأت عن المشاركة في المعرض تعرضت لضغوط "أرغمتها" على المشاركة على مضض كي لا تعطي انطباعاً سلبياً حول الاوضاع الاقتصادية. ويرى مختصون في الشأن العقاري في المنطقة أن سيتي سكيب دبي 2009 ستشهد تقلصا في مساحات العرض عن السنوات الماضية، ويتوقع أن نشهد ندرة في إطلاق المشاريع الجديدة الكبرى والمثيرة للاهتمام كما كان الحال في السنوات الماضية، بل من المتوقع أن تشهد هذه الدورة اختفاء بعض المشاريع التي كان قد تم الإعلان عنها في السنوات الماضية وتم إلغاؤها بسبب الأزمة المالية العالمية، في حين ستعرض بعض الشركات العقارية مشاريع صغيرة على استحياء لا ترقى لتلك التي كان قد أطلقتها خلال سنوات الازدهار المنصرمة. وبوقوع الازمة المالية العالمية وتداعياتها المتتابعة، تراجع قطاع العقارات في المنطقة كباقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، ونلمس هذا الامر بفتور اقبال المعلنين والعارضين، وخفوت أصوات طلبات الشراء، واختفاء الكثير من اللوحات الإعلانية العملاقة على جوانب الطرقات وأيضاً اختفائها من على شاشات الفضائيات ونشرات الصحف. وفي المعرض الذي يقام الاثنين القادم 5 أكتوبر في مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات، هل يكشف لنا "سيتي سكيب" المستور والخفايا في هذا المعرض الذي كانت تتم خلاله صفقات بالملايين، أم سيكون هنالك مفاجآت يخبئها لنا هذا الحدث المنتظر الذي نأمل أن يستعيد بريقه ورونقه المعتاد كما في كل عام. *المدير الإقليمي لمكتب دبي