يتزامن احتفالنا بعيد الفطر السعيد لهذا العام مع احتفالنا بذكرى اليوم الوطني التاسع والسبعين لبلادنا وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، هذه الجامعة التي ولدت لتطاول الجامعات المتقدمة العريقة وذلك باستقطابها كوكبة من أعضاء هيئة تدريس وعلماء متميزين من جميع أنحاء العالم في التخصصات العلمية والتطبيقية المختلفة وبتركيزها على البحث العلمي والتطوير التقني في مجالات محددة ترتبط بأحدث العلوم والتقنيات مثل تقنية النانو والتقنية الحيوية وتقنية المعلومات والاتصالات وتقنية تحلية المياه وترشيدها. وهي جامعة أبحاث عالمية على مستوى الدراسات العليا تعمل من أجل تمكين صفوة الباحثين من أنحاء العالم من العمل لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات العلمية والتقنية وبذا فإنها قائد سرب التعليم العالي في المملكة نحو آفاق مشرقة جديدة وانطلاق عصر جديد من الإنجازات العلمية في المملكة والعالم أجمع. إن معجزة التعليم العالي التي رسم خططها وحقق معالمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سعت بالجامعات السعودية إلى تحقيق الكثير من الإبداع والتميز في المحافل الدولية. وقد استطاع حفظه الله النهوض بالتعليم العالي من ناحية الكم فقط ولكن أيضاً اهتم بالكيف من خلال برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي الذي أتاح الفرصة للجميع للدراسة في التخصصات التي لا تفي الجامعات السعودية في تقديمها، وذلك لإعداد أجيال من الكوادر الوطنية المتخصصة والمؤهلة والمدربة على أعلى مستوى وكذلك اهتمامه بالتخصصات العلمية والتقنية والتطبيقية التي من أجلها أقر إنشاء هذه الجامعة المتميزة عالمياً. وقد أسعدني الله إذ كنت من الجيل الذي استظل بحكمه وعاش رخاء عهده الذي تميز بإسباغه على التعليم عامة وعلى التعليم العالي بصفة خاصة، مركِّزاً على ما فات المرأة في هذا المجال من خلال وضع نواة أول جامعة للبنات في المملكة هي منارة انطلاق التعليم العالي. * جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن