إن الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني هو في الواقع استصحاب لمنجز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي منح السعوديين وطناً موحداً متماسكاً ودولة عصرية تتطلع لتغيير واقع مواطنيها للأفضل في كل المجالات، وهو مناسبة لتكريس وترسيخ القيم الأصيلة التي أرساها بطل التوحيد والتأسيس في مناهج الحكم وقواعده، ومن علاقات المجتمع وأخلاقياته، وهي ذات القيم التي سار على نهجها أبناء الملك عبدالعزيز من بعده: الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد يرحمهم الله جميعاً، ويسير عليها اليوم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني حفظهم الله .. وبفضل هذا النهج وهذه الإرادة أصبحت المملكة ملاحم تنمية وبناء مستمرة سطروا في سجلها الناصح إنجازات عظيمة نقلت الإنسان السعودي إلى واقع جديد، ووضعت المملكة العربية السعودية في صدارة الدول الأكثر تأثيراً في الشؤون الإقليمية والدولية والأسرع نمواً وتنمية . إن تاريخ المؤسس نبراس يُهتدى به لنبذ جميع السلوكيات الشاذة والمتطرفة من القتل والفساد والعنصرية التي ما قضى عليها إلا الملك المؤسس واليوم تحتل المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة ومتميزة في العالم أحرزتها وتوفرت لها بما تحتضنه المملكة وتمثله وتجسده على عدة مستويات عربياً وإسلامياً ودولياً من مقدسات الدين ورموز الحضارة والتاريخ . لقد عاش المواطن في المملكة تغير الظروف حين انتقل من خيمة الصحراء، وبيوت الطين في الواحات والمدن الصغيرة، إلى آفاق المعرفة، والتنمية الاقتصادية، والتحول من النمط التقليدي إلى إدارة المعمار الشامل للمدينة، والجامعة، ومراكز العلوم المتطورة، وهي مشاهد أخذت تنمو من البدايات الأولى حين كان هاجس الموحد التعليم، والتحضير، والخروج إلى العالم بآفاق المجتمع الذي يعيد سيرة التواصل التاريخي مع مختلف الأزمنة العربية والإسلامية، واليوم ونحن نعيش ذكرى يوم التوحيد ينبغي أن نغرس في نفوس أجيالنا الناشئة ونعلمهم حب هذا الوطن، وأن نذكّرهم ببطولات وكفاح الأجداد وتضحياتهم في سبيل توحيد البلاد وترسيخ مفاهيم الارتقاء بالذات من أجل المشاركة الفاعلة في بناء وتعمير الوطن وكذلك لابد أن يعي المواطن السعودي دوره وواجبه تجاه وطنه بالمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية والمحافظة على مقدرات ومكتسبات البلاد. * رئيس هيئة طيران الحرس الوطني