" حب " كلمة عميقة المعاني قليلة الحروف فهي مكونة من حرفين الأول خرج من أقصى الحلق ومن مبدأ الصوت ولعله اقرب الحروف للقلب الذي هو مكان الحب والحرف الثاني " الباء " خرج من الشفتين وبهما نهاية الصوت وبهما التعبير عن الحب ووسيلة الاتصال بالحبيب عن طريق ... الابتسامة .... القبلة ... الحب بحر لا ساحل له وةتنمو معانيه في المواسم التي تعيد الذكريات لا سيما حينما يلبس الجديد ويقابل الحبيب حبيبه في العيد ويزداد الموقف روعة إذا كان بين الجنسين اللذين التقيا في بداية حياتهما بعقد وميثاق شرعي ، فبعض الناس فهم الحب بمفاهيم خاطئة ويظن أن الحب هو الذي تصوره المسلسلات ويبنى على علاقة قبل الزواج هذا إذا كان هناك زواج ويظن أن الدين يرفض كل الحب بمعانيه ويتوقع أن أهل الخير والصلاح يعيشون حالة من الانغلاق ولا يعرفون ما يسمى ب الرومانسية خصوصا النساء !! أقول قف وأعطني من وقتك قليلا وتعال معي لتعرف أن المشكلة ليست في الدين وان المشكلة في فهم وتطبيق الدين تأمل في هذا الموقف، حينما يسأل صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك بقوله وبصراحة وبوضوح وعدم تحرج وبكل صدق ووفاء عائشة " رضي الله عنها " وفي ذلك رسالة غير مباشرة لعائشة رضي الله عنها حينما يأتها الخبر أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أمام الرجال أنت أحب الناس ولك أن تتأمل مدى معاني الحب في هذا الموقف منه صلى الله عليه وسلم وأعظم من هذا حينما كانت حائضا رضي الله عنها يراعى مشاعرها حينما يشرب معها اللبن من إناء واحد فيقوم بإدارته ويشرب من مكان شربها .... والمتتبع لسيرة أشرف البشر يجد أن مشاهد الحب الصادقة امتدت إلى آخر لحظة من حياته صلى الله عليه وسلم وهو في مرض موته ينظر إلى سواك في يد عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه وتعرف انه يحبه فتأخذ وتلينه بريقها وتضعه في فيه ليستاك به بعدها ... وبعد ذلك تفيض روحه الطاهرة بين سحرها ونحرها .... أي حب أي عطف أي حنان ... إن هذا أعلى واسمى مقامات العلاقات الزوجية و أعلى من ما يسميه بعضهم بالرومانسية ، إن العلاقات المحرمة قبل الزواج غالبا ما تورث الشك والاضطراب إذا تبعها الزواج وفي دراسة أجرتها جامعة القاهرة حول ما يسمى بزواج الحب والزواج التقليدي يقصدون الزواج الشرعي جاء فيها إن الزواج الذي يأتي بعد قصة حب كالذي يروج له في وسائل الإعلام غير الهادفة – اثبتت الدراسة أن هذا النوع من الزواج ينتهي بالإخفاق بنسبه ثمان وثمانين بالمائة وما سمته الدراسة زواجا تقليديا يعني الشرعي فهو يحقق النجاح بنسبة سبعين بالمائة وبعبارة أخرى الزواج التقليدي كما يسمونه يعادل ستة إضعاف ما يسمى بزواج الحب. وهذا يدل على أن الزواج هو أساس الحب لا أن الحب أساس الزواج وعندنا ما يغني عن ذلك كله لكن كما يقال الذي لا يعرف الصقر يشويه أي لا يعرف قيمته فيأكله كما يأكل باقي الطيور، ومع فارق الشبه لدينا كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ولو رجعنا إليه في جميع شؤون الحياة لأفلحنا وسعدنا وأقرب شاهد لمقالنا اقرأ قوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ... ) انظر كيف ذكر الزواج ثم أتبعه بالمودة والرحمة و لم يقل جعل بينكم مودة ورحمة ثم جعلكم أزواجا وهذا بين أيدنا من ألف واربعمائة عام وتأتي هذه الأيام دراسة في جامعة سيراكوز الأمريكية بأن الحب والعشق ليس ضمانا لزواج ناجح بل الأغلب يؤدي إلى الإخفاق ومن ناحية أخرى تأمل كيف تكون العلاقة حميمة قبل الزواج وأزهار الغرام منتعشة واكتشافات في حياة مليئة بالمفاجآت والمواقف والهدايا والكلمات والمشاعر والعواطف وبعد ما يتم الزواج سرعان ما تذبل تلك الازهار او تذهب نظارتها على اقل تقدير وتتلاشى كثير من المشاعر والعواطف بحكم القرب من بعض وانكسار حاجز البعد الذي يؤجج تلك المشاعر والعواطف حينئذ يبدأ يسري إما الشك أو الحيرة لماذا تغيرت الحال عما قبل الزواج ويجد الشيطان ساحة متهيئة لينصب رايته ويدخل الشك والوسواس بان من له علاقة معي قد يكون له علاقة مع غيري ومن تجرأ على فعل كذا قد يفعل كذا إلى آخر الصدمات النفسية التي قد تصيب الزوجين أو احدهما أما إذا لم يكن هناك علاقة محرمة قبل الزواج فلن يكن هناك أي خلفيات سابقة يجعل لها الشيطان تفسيرات سيئة إنما قد تكون طبائع وأمورا عابرة وغير مقصودة إلى آخر ما قد يحمل محملا حسنا وهذا شأن الأساس القوي الذي بدأ بعقد شرعي وهذا كله مع توفيق الله قبل كل شيء.