لم يجد غلين هلتون بداً من الاعتراف بأن مشكلة الشخير التي يعاني منها حولته إلى شخص يائس. فقد اضطر لهجر فراش الزوجية وإمضاء الليالي على الأريكة بعيداً عن أحضان زوجته على الرغم من العلاجات المتعددة التي سعى إلى التماسها – مما دفع بهما سوياً إلى أتون المعاناة الذهنية والبدنية. وأقر غلين بقوله: "في أسوأ الأحوال كان الشخير سيئاً لدرجة أنه يتسبب في زلزلة السرير". وبطبيعة الحال فإن غلين ليس وحده الذي رزئ بهذه المشكلة – ذلك أن المؤسسة الوطنية لمعالجة مشاكل النوم أشارت إلى أن حوالي 60% من الأشخاص البالغين يعانون من هذه الحالة غير الاجتماعية. أما غلين، فقد أردف قائلاً: "إنها حالة سيئة في جميع الأوقات وبجميع المقاييس. لقد ظللت أدرك منذ نعومة أظفاري أنني أشخر في النوم يومياً في كل ليلة – حتى إنني أنهض من النوم مذعوراً بسبب شخيري." وحاول غلين ( 34 عاماً ) تجريب كل شيء من شأنه الحد من غلواء مشكلته بما في ذلك الوسائل التي تؤدي إلى تحسين مجرى الهواء في الأنف بحيث يصبح المنخران واسعين أثناء النوم. بيد أن أياً من تلك الأساليب لم يفلح في حل مشكلته كما أن محاولاته في هذا الخصوص باءت بالفشل الذريع. أما زوجته سوزان فقد اضطرت لاستخدام سدادات أذنين أثناء النوم. بيد أن النوم أصبح مطلباً حيوياً أكثر من ذي قبل بعدما بدأ الزوجان في تكوين أسرة قبل أربع سنوات حيث يوجد لديهما حالياً ثلاث بنات تتراوح اعمارهن بين أربع سنوات و 11 شهراً. وبالتالي فقد اضطر غلين إلى افتراش الأريكة بدلاً من فراش الزوجية. كيفية علاج اللهاة الرخوة واصبح النوم ليلاً على الأريكة يتسبب في آلام ظهر يعاني منها غلين إلا أنه أفاد بأن جل عنائه ينبع من ابتعاده عن فراش الزوجية برغم أن زوجته متفهمة لوضعه ومساندة له كما وصفها. وعندما استبد به اليأس في بداية العام، قام غلين بمراجعة الدكتور أنيرمان بانجيري جراح الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى نفيلد هلث تيز والذي أخضعه مرة أخرى لكشف طبي أسفر عن أن العامل الرئيسي الذي أسهم في تفاقم الأوضاع لدى غلين واستفحال حالته يتمثل في الحنك الرخو أو اللهاة أو الجزء الخلفي اللحيم في سقف الفم والعالق في آخر الحنجرة لمنع الطعام من دخول مجرى الأنف. يقول الدكتور بانجيري إن هنالك عدة أسباب للشخير منها ما يتعلق بالأنف أو اللسان. أما في حالة غلين فإن الحنك الرخو هو السبب الذي يعزى بدوره إلى العوامل الوراثية أو ضعف العضلات مما يحدث اهتزازاً يشبه ما يحدثه لسان المزمار في آلات النفخ الموسيقية. وتندرج السمنة أيضاً تحت أسباب الشخير كما ذكر الدكتور بانجيري. لذا وافق غلين على إنقاص وزنه لظنه أن ذلك سوف يحل مشكلته التي قال إنه لن يألو جهداً في معالجتها وحلها. . . فبذل بالفعل من الجهود ما ذهب أدراج الرياح. عقب ذلك اقترح الدكتور بانجيري الاحتكام لمبضع الجراح واللجوء إليه بإجراء عملية تسمى جراحة تجميل اللهاة والحنك الرخو والحنجرة (UPPP) تحت التخدير الكامل حيث يمكث المريض في المستشفى لمدة ثلاثة أيام يمكن بعدها أخذ راحة عن العمل لمدة ثلاثة أسابيع. ويعد هذا النوع من العمليات بمثابة الملاذ الأخير الذي يلجأ إليه الأطباء كما يقول الدكتور بانجيري الذي يصف العملية بأنها الأشد إيلاماً من بين العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها على الحنجرة. بيد أن خياراً آخر لعملية أخف ألماً وأقل تكلفة أتيح أمام غلين وهي عملية يتم إجراؤها تحت التخدير الموضعي. إن الجراحة التجميلية لعلاج الشخير كما يطلق عليها تؤدي إلى تقوية الحنك الرخو بحيث يصبح صلباً ويتم إجراء العملية باستخدام الترددات اللاسلكية وتستغرق حوالي 20 دقيقة يوضع المريض خلالها على كرسي ليظل منتصباً ثم يعطى سلسلة من الحقن في الحنك الرخو لتخديره. بعد كل حقنة يتم إيلاج مسبار في أنسجة الحنك الرخو لإرسال الموجات اللاسلكية بحيث تتوغل داخل اللحم وتتسبب بذلك في إتلاف الأنسجة و سرعان ما تندمل الندوب فتصبح سميكة تجعل الحنك الرخو أكثر صلابة بحيث لا يحدث أي اهتزاز. يعاد إجراء العملية إذا لم يكن الحنك الرخو صلباً بما يكفي. وأتت النتيجة باهرة. فبعد عشرة أيام من إجراء العملية غادر غلين الأريكة وعاد إلى فراش الزوجية وأفادت زوجته سوزان بأن الشخير توقف تماماً كما أن حالته الصحية تحسنت بشكل ملحوظ.