ترتبط الكثير من المناسبات الدينية في الوطن العربي بتقديم بعض أنواع الأغذية الخاصة بها، ولعل شهر رمضان من أهم المناسبات الدينية التي ترتبط بالغذاء والتغذية. و لكن ممكن أن تكون العادات السيئة في الأكل في رمضان و عدم الوعي الصحي لدى مختلف أنواع المرضى سبباً في تفاقم بعض الأمراض. شهر رمضان كان فرصة للصحة الجسدية و كسر روتين الغذاء اليومي. والاحتياجات الغذائية للإنسان في شهر رمضان لا تختلف عنها في الشهور الأخرى، بل قد تقل نظراً لكثرة النوم وانعدام النشاط البدني والحركي. ففيه يمتنع المسلمون عن تناول الطعام والشراب لمدة تتراوح بين 12 و16 ساعة في اليوم، مما يسمح لأجهزة الجسم خاصة الجهاز الهضمي براحة إجبارية من عناء العمل طوال عام كامل. لكن الواقع خلاف ذلك، فمن الواضح أن استهلاك المواد الغذائية يرتفع بمعدل كبير أثناء شهر رمضان، حيث يرتفع الاستهلاك بنسبة تتراوح بين 20 و40 في المائة عن الاستهلاك العادي. وقد يرتفع استهلاك الأغذية في الفترة الزمنية المحدودة بين الإفطار والسحور، مما يعطي إحساسا بالتخمة، وقد يؤدي تراكم المواد الغذائية وتوالي تناولها إلى الإصابة بعسر الهضم والحموضة. وفي شهر الصوم، يكثر تناول الأطعمة الدسمة والمقلية، ويواجه الكثيرون صعوبات في عملهم على جعل الغذاء وسيلة لخفض الارتفاع في نسبة كولسترول الدم، وتقليل احتمالات إصابتهم بأمراض شرايين القلب، ولكن هناك العديد من الحلول الغذائية، والتي تتناسب جدا مع تناول وجبات الإفطار والسحور، وهو ما يجعل من صوم نهار أيام هذا الشهر فرصة للعمل بنجاح على خفض الكولسترول. و افضل الاغذية تسهم في خفض نسبة كولسترول الدم، هي: حبوب الشوفان ودقيق الشوفان من المنتجات الغذائية التي قالت عنها صراحة رابطة القلب الأميركية والرابطة الأميركية للتغذية، وأيدهما باحثو «مايوكلينك»، بأنها تقلل من نسبة كولسترول الدم. وتحديدا، قالت الرابطة الأميركية للتغذية: الشوفان معروف جداً بفوائده الصحية على القلب، والتي تشمل خفض كولسترول الدم، وفيه مواد تقلل ارتفاع ضغط الدم، وذلك لوجود المحتوى العالي من الألياف الذائبة في حبوب الشوفان، ويقول الباحثون من «مايوكلينك» إن الشوفان يحتوي على الألياف الذائبة، وهي التي تقلل نسبة الكولسترول الخفيف، والضار، في الدم، كما أنها تقلل من امتصاص الأمعاء للكولسترول. *دكتوراه فى البيولوجية الجزيئية الوراثية فى النبات كلية الزراعة- جامعة نيجاتا- اليابان