بعد أيام قلائل, وتحديداً في 23/10/2009م, يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز –يحفظه الله– جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بحضور عدد من زعماء العالم وقياداته. هذا الانجاز العظيم حلم عالمي لقائد استثنائي عقد العزم منذ توليه مقاليد الحكم على إحداث نقلة نوعية لشعبه ووطنه, نقلة تستند في جانب مهم منها إلى العلم والمعرفة كعنصرين لازمين للحاق بركب الأمم المتقدمة. ومصداقاً لوجهة القائد, أتذكر ما قاله -أيده الله- في كلمة وجهها للمجتمعين من الجامعات العالمية والجامعات السعودية وشركة ارامكو في الندوة الفنية لشراكة الأبحاث العالمية، "آفاق ومجالات في العلوم والهندسة: ما تقدمه شراكة الأبحاث العالمية لجامعة الملك عبدالله، والمملكة العربية السعودية، والعالم", والتي أقيمت يومي الثلاثاء والأربعاء 22-23 جمادى الأولى 1429 ه بمدينة جدة, وكان أول تجمع تقيمه الجامعة, حيث قال: "وإنني ارغب أن تصبح هذه الجامعة الجديدة واحدة من مؤسسات العالم الكبرى للبحوث، وان تعلم أجيال المستقبل من العلماء والمهندسين والتقنيين وتدربهم، وان تعزز المشاركة والتعاون مع غيرها من جامعات البحوث الكبرى ومؤسسات القطاع الخاص على أساس الجدارة والتميز. كما قال عن هذه الجامعة في مناسبة أخرى: "إن هدفنا من إنشاء هذه الجامعة هو التأسيس لقيام اقتصاد معرفي يهدف إلى تنويع مصادر اقتصادنا الوطني، وأن تكون جسراً للتواصل بين الحضارات، وأن تؤدي رسالتها الإنسانية مستعينة بالله ثم بالعقول النيرة في كل مكان، وكل هذا يتطلب منا بذل كثير من الجهد والعمل متوكلين على الرب -عز وجل- كي يتحقق هدفنا الكبير في تأهيل أجيال قادرة على خدمة مجتمعاتها، وعالمها، لما فيه خدمة الإنسانية". وقطاعات الأعمال بالمملكة على اختلافها تنظر بارتياح بالغ, وأمل كبير للجامعة العالمية الوليدة التي ستمكن بلادنا, حسب ما هو مرسوم لها, من التكيف مع عصر ما بعد النفط من خلال الريادة في العلوم والتقنية، والمساهمة من خلال مراكز الأبحاث المتقدمة في معالجة قضايا وطنية إستراتيجية في غاية الأهمية, الأمر الذي يعد بداية لمرحلة علمية ستظهر نتائجها خلال العقود المقبلة ليس على المملكة فحسب, بل على باقي دول المنطقة. ومن المؤمل أن يمتد نجاح الجامعة, وأن يتخطى الحواجز نحو افتتاح مقر ثانٍ لها في احد أهم مراكز المستقبل في المملكة, وهو ثنائي رأس الزور – الجبيل الذي أصبح أحد أهم المراكز العالمية للصناعات البترولية والبتروكيمائية وتحلية المياه, والآن الصناعات التعدينية. أدعو الله صادقاً أن تتوالى هذه الإضافات التنموية الهامة في عهد الانفتاح والإصلاح عهد خادم الحرمين الشريفين, وسمو ولي عهده الأمين, وسمو النائب الثاني, لما فيه خير بلادنا. *رئيس اللجنة الوطنية الصناعية بمجلس الغرف السعودية