توصل فريق من الباحثين الألمان إلى إجراء غير جراحي مثير للجدل لإصلاح صمامات القلب التالفة وثبت أنه يساعد على إنقاذ حياة المريض وفقاً لرئيس فريق الباحثين الرواد في هذا المجال. واحتلت عناوين الصحف في ألمانيا تجربة الدكتور جواكيم سكوفر وزملائه من أطباء القلب في مركز القلب والأوعية الدموية في هامبورغ مع مريضة كانت قبل عام واحد فقط تملك أملا ضئيلا بسبب تلف صمام تاجي في قلبها. والآن وبعد عام ظهرت المريضة مبتسمة وبصحة جيدة في الصحف والمقابلات التليفزيونية في أعقاب الإجراء الجديد الذي من شأنه إحداث ثورة في علاج صمامات القلب. وهذا الإجراء محظور في الولاياتالمتحدة ولكنه متاح في الاتحاد الأوروبي. ويقوم أطباء القلب بإدخال قسطرة من خلال شريان أساسي ومن خلاله يدخلون جهازا دقيقا يوفر خيارا غير جراحي لاصلاح الصمام التاجى للمرضى الذين يعانون من آثار الارتجاع الوظيفي والانتكاسي في الصمام التاجي. وارتجاع الصمام التاجي (ارتجاع الدم للوراء عبر الصمام التاجي التالف) هو أكثر أنواع عدم كفاءة صمامات القلب شيوعا في أوروبا والولاياتالمتحدة وتصيب الملايين في أنحاء العالم. وهناك أكثر من 600 ألف مريض جديد بارتجاع كبير في الصمام التاجى كل عام في أوروبا والولاياتالمتحدة ولكن 20% فقط من هؤلاء المرضى الذين يخضعون لجراحة القلب المفتوح سنويا. وفي معظم الحالات تفوق الأخطار المتضمنة في الجراحة توقعات النجاح. وهذا يعني أن الكثير من المرضى الذين يجرون جراحات عالية الخطورة والمرضى الذين لا يجرون جراحات يستمرون في العيش في خوف دائم وقلق مع إنخفاض نوعية الحياة الذي يسببها عبء الحجم المزمن الذي يحدثه أي صمام تاجي تالف حيث يحتاج إلى قلب يعمل بجهد اكبر وربما يؤدي في النهاية إلى قصور فى القلب. بيد أن الدكتور سكوفر يرأس مشروع أبحاث أوروبي متعدد الدول لتطوير البدائل غير الجراحية. وباستخدام جهاز دقيق طورته شركة جايدد دليري سيستمز الطبية ومقرها كاليفورنيا ، تمكن الأطباء من "تضييق" فتحة الصمام التاجي التالف ومن ثم أصبح يغلق بإحكام. وحتى الآن خضع نحو 60 مريضا في أوروبا للإجراء غير الجراحي "لتضييق" وإصلاح الصمامات التاجية التالفة لديهم. وقال سكوفر للذين أجروا معه لقاءات " فقط نقوم بتضييق فتحة الصمام المستديرة بمقدار سنتيمتر واحد وهذا يكفي لضمان أن يغلق الصمام بشكل سليم". وقال "إن الإجراء يحقق نفس النتائج المرغوبة في الإجراء الجراحي ولكنه أقل ضررا على المريض لأنه لا يجب فتح القفص الصدري وليست هناك حاجة لاستخدام جهاز القلب - الرئة. وقالت المريضة التي شاركت سكوفر في الظهور فى بؤرة الضوء للصحفيين إنها استطاعت القيام من سرير المستشفى بعد 12 ساعة من هذا الإجراء غير الجراحي. وقالت المريضة دوروثيا سكارفينبيرغ من مدينة تريتاو بألمانيا / 59 عاما/ "لم أشعر بشيء خلال الإجراء ولم أشعر بأي قلق من أي نوع بعد ذلك". وأضافت "شعرت بالحيوية مثل شابة صغيرة ونهضت ونظرت إلى نفسي في المرآة ودهشت من أنني أرى وجنتي ورديتين لأول مرة منذ سنوات". وقبل الإجراء كانت سكارفينبيرغ شاحبة وضعيفة وتعاني من ضيق التنفس إلى حد أنها أرتدت قناع أوكسجين. والآن تستطيع الخروج للتسوق وصعود الدرج بسهولة وأيضا المشاركة في تدريب خفيف. وهي تستمتع بأنها أصبحت قادرة على حمل أحفادها على ذراعيها. وقالت "فقط الشخص الذي لديه قلب تالف يمكن أن يفهم ما أنا فيه". واضافت "كنت لا أستمتع بشيء . وكنت أشعر أنني عجوز وضعيفة للغاية ومتعبة طوال الوقت. وعندما أبلغوني عن توفر الإجراء التجريبي سارعت لإنتهاز الفرصة". وبسؤالها عما إذا كانت شعرت بالخوف من الخضوع لإجراء مثير للجدل ، هزت رأسها بحماس وقالت "لقد عشت لسنوات في خوف من أن كل دقة قلب قد تكون هي الأخيرة لي. فلم يكن لدي شيء أخسره أو أي شيء أكسبه. وما اكتسبته هو حياة جديدة مشرقة مملوءة بالطاقة والفرح".