كشف تقرير أميركي جديد أن مستويات الفقر في الولاياتالمتحدة قد ارتفعت إلى نسبة 13.2 بالمائة في العام المنصرم، ارتفاعا من نسبة 12.5 في العام 2007، وأن عدد الفقراء في أميركا، التي تعتبر أغنى دولة في العالم، بلغ 40 مليونا. يذكر أن هذه النسبة من الفقراء هي الأعلى في الولاياتالمتحدة مما كانت عليه منذ العام 1997. وحسب مكتب التعداد السكاني الأميركي الذي أصدر التقرير فإن نسبة الفقر في أميركا مرشحة للارتفاع بصورة أكبر كثيرا في العام القادم، وذلك بسب ارتفاع نسبة البطالة بصورة أكبر بكثير في العام الجاري، وهي نسبة زادت عن 10 بالمائة في بعض الولايات الأميركية. وقال التقرير إن 39.8 مليون أميركي كانوا دون خط الفقر في العام 2008. يذكر أن مكتب التعداد السكاني الأميركي يعرف خط الفقر بأنه المدخول السنوي لأسرة من أربعة أفراد لا يزيد عن 22,000 دولار. وفي إشارة أخرى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية في الولاياتالمتحدة بسبب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بها وبغالبية الاقتصادات العالمية في فترة ال 18 شهرا الماضية، قال التقرير إن معدل المدخول السنوي للأسر المتوسطة الأميركية انخفض إلى 50,300 دولار من 52,200 دولار في العام 2007. وحسب التقرير فإن هذا الانخفاض، إذا ما عدل على أساس التضخم، يكون هو الأكبر منذ عقد من الزمن. وقال لورنس كاتز، وهو اقتصادي في جامعة هارفارد إن هذا الانخفاض في معدلات مداخيل الأسر المتوسطة هو "الأكبر في أول سنة من سنوات فترة الركود كالتي نمر بها حاليا منذ أن بدأ مكتب تعداد السكان بجمع مثل هذه المعلومات بعد الحرب العالمية الثانية." وأضاف أن "ما رأيناه هو خسارة عقد كامل بالنسبة للأسرة الأميركية." وقال شيلدون دانزيغر، أستاذ السياسة العامة بجامعة مشيغان إنه بسبب ارتفاع نسب البطالة في الولاياتالمتحدة في العام 2008 – وهي نسبة تبلغ في المعدل 9 بالمائة مقارنة بنسبة 5.8 بالمائة في العام 208 – فإن "الأرقام الكبيرة الحقيقية في مستويات الفقر الأميركية ستتكشف أكثر في إحصاءات العام 2009، التي سيتم الحصول عليها في العام المقبل." واجتذبت نتائج التقرير الجديد حتى الرئيس أوباما الذي استشهد به في خطابه للكونغرس ليلة الأربعاء/الخميس عن خطته لإصلاح نظام الرعاية الصحية. وقال أوباما في خطابه إن الأمور "قد ساءت أكثر منذ سبتمبر 2008،" مضيفا أن "أعداد الأميركيين غير المؤمنين بأي تأمين صحي ارتفعت بستة ملايين خلال الاثني عشر الماضية.