تحيي نيويورك اليوم ذكرى ضحايا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وفق المراسم ذاتها التي تجري كل سنة في "غراوند زيرو" موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين استهدفا بطائرتين انتحاريتين، في وقت لا تزال ورشة اعادة الاعمار مشلولة. وبعد مرور ثماني سنوات على الاعتداءات الارهابية على البرجين التوأمين، سوف تجري تلاوة أسماء القتلى ال2752 خلال الحفل الذي يجري للسنة الثامنة على التوالي في الموقع حيث كانت ترتفع ناطحتا السحاب بطبقاتهما المئة وسبع. ومرة جديدة سيلزم الجميع دقائق صمت، أولا في الوقت الذي صدمت الطائرة الاولى البرج الأول، ثم في الوقت الذي صدمت الطائرة الثانية البرج الثاني، واخيرا في موعد انهيار البرج الاول وبعده البرج الثاني. يتولى أقرباء للضحايا ومتطوعون هذه السنة تلاوة اسمائهم. وفي المساء سيضاء 88 مشعلا تكريما لذكرى عمليات الاغاثة. وبمعزل عن المراسم المعتمدة التي باتت بمثابة عرف يتكرر كل سنة، تطغى على ذكرى هذه السنة مشكلات اعادة اعمار البرجين التي لا تزال موضع سجالات محتدمة، في وقت لم تساعد الازمة الاقتصادية المستمرة منذ العام الماضي على تسريع وتيرة الاشغال. وقال باري لوباتر المحامي المتخصص في البناء العقاري لوكالة فرانس برس "يبدي سكان نيويورك كل سنة استياء متزايدا حيال فشل السلطات في اعادة اعمار غراوند زيرو". وتتعهد سلطات المدينة بشكل متكرر باعادة بناء المركز وفق مشروع كانت مخططاته الاكثر طموحا تتضمن خمس ناطحات سحاب ونصبا تذكاريا ومحطة قطارات. لكن لم يظهر حتى الآن على الأرض ما يمكن ان يؤشر الى تقدم الاشغال. وكشف تحقيق اجرته جامعة كوينيباك ونشرت نتائجه الاسبوع الماضي ان ثلثي سكان المدينة يعتقدون ان النصب لن يكون جاهزا للذكرى العاشرة للاعتداءات في 2011. وقال موريس كارول مدير معهد الاستطلاعات في الجامعة معلقا على الامر "ان المستطلعين على قناعة بانه لن يتم انجاز اي شيء بحلول الذكرى العاشرة". واعتبر ان النيويوركيين لا يصدقون اي كلمة تصدر عن سلطة مرفأ نيويورك مالكة الأرض وهي على خلاف مع لاري سيلفرستين متعهد البناء الذي كان استأجر مركز التجارة العالمي قبل ستة اسابيع من وقوع الاعتداءات وتقاضى تأمينا بقيمة اربعة مليارات دولار عليه. وبحسب تحقيق كوينيباك، فان 25% من المستطلعين نددوا ببطء اعادة الاعمار وقالوا انهم يشعرون ب"العار" لكونهم من نيويورك. وكشفت الصحافة المحلية الشهر الماضي ان التأخير يفوق كل التوقعات وانه لن يبقى من المشروع الاساسي المؤلف من خمسة ابراج كان من المقرر اطلاق على احدها اسم "برج الحرية" ليكون رمزا لروح نيويورك، سوى برجين سيتم انجازهما عام 2036. وتم مؤخرا نقل عمود معدني ضخم يفوق طوله عشرة امتار وكان من ضمن هيكل احد البرجين التوأمين، الى موقع الورشة بعد ان كان مخزنا منذ 2002 في مستودع في مطار كينيدي، وكان من المقرر عرضه في متحف.