يميل الكثير من الناس خلال شهر رمضان الكريم إلى التهاون في أداء التمارين الرياضية، ومن المعروف أن قلة الحركة تضعف من قوة العضلات. ولكن هل تعلمين أن قلة الحركة تضعف كذلك من قوة العظام؟ فالعظام نسيج حي يزداد كثافة وقوة بالتمارين الرياضية. والمقصود بتمرين العظام هنا هو تحميلها وزن الجسم للمساعدة على تقليل خطر الإصابة بترقق العظام في المستقبل، وفقاً للخبراء. وقد تشعرين بصعوبة تخصيص وقت معين للتمارين خلال أيام رمضان خوفاً من التعب أو العطش، وفي هذا الصدد تقول د. جيما أديب، رئيسة الجمعية العربية لترقق العظام: "لا تفكري بالتمارين على أنها نشاط صارم مرهق. تبيّن الدراسات أن ممارسة تمرين معتدل لمدة نصف ساعة فحسب كلّ يوم في معظم أيام الأسبوع، يعزّز من الصحة ويحافظ على قوة العظام". وتشير لين الخطيب، أخصائية التغذية ، إلى أن هناك طرقاً بسيطة لممارسة التمارين خلال رمضان: "مثلاً يمكنك المشي في أنحاء المركز التجاري لنصف ساعة متواصلة قبل بدء التسوق لحاجيات الإفطار، أو قبل الإفطار مباشرة لتتمكني من شرب كوب من الماء بعدها. كما يمكنك حمل أكياس المشتريات الخفيفة عند قيامك بالتسوق، حيث إن وزن المشتريات يعادل مقدار المقاومة اللازمة لتمرين الجزء العلوي من الجسم، وبالتالي تمرين العظام كنتيجة لانقباض العضلات وانبساطها. ويساهم هذا النشاط السهل في تمرين عظام العضد والكعب والزند، وبالتالي تقوية عظام الذراع ككلّ". وتنصح الخطيب أيضاً باستخدام الدرج بدلاً من المصعد. ويمكن ممارسة هذا التمرين بصحبة الصغار وتحويله إلى منافسة مرحة عن طريق عدّ الأدراج، لتشجيعهم على اتباع العادات الجيدة. ويساهم هذا النوع من التمارين في تقوية عضلات الساقين والعظام المتصلة بها، أي عظام الفخذ ورضفة الركبة والساق والشظية. وإذا كان أفراد العائلة معتادين على الجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة بعد وجبة الإفطار، فبإمكانك تشجيعهم على ممارسة تمرينات خفيفة في هذه الفترة، مثل النهوض وتحريك العضلات لدقائق قليلة كل ساعة. وتفيد تمرينات المرونة هذه في دعم الجسم أثناء الوقوف، كما تساهم في تنشيط الدورة الدموية وتقوية العظام. وتختتم الخطيب بالتأكيد على أهمية التغذية السليمة من أجل المحافظة على صحة وقوة العظام إلى جانب التمارين الرياضية، وذلك لضمان الحصول على الكمية المطلوبة من الكالسيوم.