كما في أي بلد إسلامي، أو عاصمة، كما في أي حي إسلامي أو شارع يستقبل السوريون شهر الخير والبركة بالألفة والحب، بالكلمة الطيبة التي مازالت تفصيلاً مهماً من حياتنا الاجتماعية، في سورية، مازال التلاحم الأسري هو الأساس ومازالت أواصر المحبة تجمع السوريين كأسرة واحدة... في رمضان... الشهر الفضيل، الشهر الذي تفتح معه أبواب السماء، وبه تسكب الرحمة على الخلق، يعيش أبناء الوطن الواحد، تجمعهم المحبة ونفحات الرحمة... ودمشق تعتبر واحدة من العواصم الإسلامية التي تتميز بعادات قديمة عريقة في رمضان تم توارثها عن الأجداد .. عادات تحكي روح التراث والأصالة والمحبة، ومن هذا العادات اجتماع السوريين حول موائد السحور الشهية الغنية بالمأكولات، ومن عادات وتقاليد الشعب السوري أن المسحراتي هو الذي يقوم بإيقاظ النائم للسحور وهذه العادة ما تزال مستمرة في دمشق القديمة، أما في الأحياء الراقية والشوراع العريضة فقد تم الاستعاضة عنها بصوت المدفع إضافة لبعض الأدوات الحديثة (الموبايل) والمسحراتي عبارة عن شخص يضرب على الطبلة وهو ينادي على الناس "قوم يا صايم وحد الدايم ". وبعد تناول السحور يذهب السوريون إلى المسجد لأداء صلاة الفجر وبعد الصلاة البعض يقرأ القرآن أو يستمع إلى المشايخ وهي ترد على أسئلة واستفسارات الصائمين الموجودين في المسجد. ويسود لدى الدمشقيين مثل سائد يقول (العشر الاول من رمضان للمرق) كناية عن الاهتمام بإعداد وجبات الطعام (والعشر الاوسط للخرق) أي شراء ثياب وكسوة العيد (والعشر الاخير لصر الورق ) كناية عن الانهماك بإعداد حلوى العيد كالمعمول وغيره في الأسواق، كما ينتشر بائعو الخضار والفواكه والمجففات وغيرها عارضين بضاعتهم، ويتكثف الازدحام خاصة في العشر الاخير في أسواق دمشق التقليدية كالحميدية والبزورية وخان الجمرك والعصرونية والحمراء والصالحية وابورمانة والقصاع. ومن أهم الوجبات التي يحرص السوريون على تجهيزها في وقت الافطار هي الكبة والمحاشي إضافة إلى المناسف والفول المدمس والمتبل والمسبحة وغيرها من الوجبات المحببة لدى أهل الشام مع السلطات الغنية بالخضار ووجبات الحلويات المشهورة دمشقياً كالعوامة والقطايف. حلويات مجففة شامية كما تتميز دمشق بما يسمى (بالسكبة) أي أن كل جار يقدم لجاره سكبة من الأكل الذي حضره على الإفطار وبذلك تتنوع مائدة إفطار رمضان بمختلف أنواع المأكولات. وعادات دمشق لا تختلف كثيراً عن عادات بقية المحافظات السورية، ففي منطقة الساحل تسود وجبتا السمك مع الرز والخضار واللحوم، أما الحلويات فهي الجذرية وهي نوع من الحلوى محببة محشوة بالقلوبات والمكسرات وغيرها، أما في المناطق الوسطى حمص وحماة وادلب فتسود لدى العائلات أطباق غذائية متباينة أهمها في حمص الشعيبيات وهي حلوى محببة تصنع من العجين والجوز والقشطة وحلويات أخرى. وفي حلب تكتظ الأسواق الشعبية (خان الجمرك) وغيرها بالزبائن خلال النهار وفي الليل يتسامر الحلبيون بعد أداء صلاة التراويح في شوارع حلب ومقاهيها قرب القلعة طريق المسلمية، حيث تنتشر المنتزهات الطبيعية، وتعد الوجبات الحلبية المتداولة غنية بالأطعمة اللذيذة من أنواع الكبة الصاجية والمقلية اللبنية المشوية وحميص الفحم المشوي بنوعيه الشقف والسادة وأنواع كل المحاشي وورق العنب . أما في المحافظات الشمالية الشرقية فتسود وجبات المنسف (الرز مع اللحم والسمن العربي) مع اللبن الرائب على موائد السكان الذين يتداولون طعامهم في المضافات العربية المتسعة للمفطرين التي تتوزع فيها الوسائد مرفقة بالسلطات والعصير ويستهلك التمر والعجوة والحلويات الشعبية وغيرها وتعمر المساجد بالمصلين .