أصدر الزميل علي القحيص المدير الاقليمي لجريدة "الرياض" في دبي كتاباً ضم مجموعة كبيرة من رسومات "الكاريكاتير"، حيث جاء الكتاب تحت عنوان صوت الصمت.. للصمت صوت"، والذي جمع فيه عدة رسومات كاريكاتيرية أغلبها نشر في "الرياض" والذي خص فيه الاهداء الى الاستاذ تركي السديري رئيس التحرير ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين، حيث أشار إلى أن رئيس التحرير وقف بجانبه وساعده ودعمه في عالم الصحافة في اكثر من ميدان. وفي مقدمة الكتاب قال الزميل القحيص: إن عالم الكاريكاتير يعتبر أقصر الطرق وأحبها إلى نفسي، للتعبير عما يجول في خاطر الانسان، وأضاف: إنني أجمع المتناقضات وامزجها في لوحات كاريكاتيرية، وجدت فيها تعبيراً عن واقع عربي، لطالما ارقنا وأقض مضاجعنا. حيث وصفه القحيص بالمرير الذي تمزقه الفرقة ونيران الحقد ويلفه سواد الحزن والكره والبغضاء، وتغزوه التناقضات التي لا تحصى. وأضاف الزميل علي القحيص: إنني لم أمزج ألواني لأسجل كفنان كاريكاتيري، لكنني أردت أن أسجل رأيا فيما يدور حولنا من أحداث عشت بعضها، وتأثرت ببعضها الآخر ورسمت لمجرد الرسم، فكانت ريشتي طريقي إلى ذاتي، وكان الكاريكاتير تلك المرآة التي حاولت من خلالها، إبصار ما خلف التفاصيل الواضحة، والغوص في ثنايا المشهد. غلاف الكتاب وأكد القحيص أنه لم يفكر يوماً في توثيق ما تتركه الريشة التي يرسم بها على الصفحات البيضاء من خطوط والوان ولكنه اراد ان يقدم ذلك من خلال مختارات لعدد من رسوماته الفنية "خربشات" التي يرى انها قد تدثرت بشيء من الحذر. ولفت القحيص ان الكتاب يبقى في الذاكرة اكثر من الصحيفة، وقد يكون أكثر التصاقا بالنفس من المطبوعة اليومية أو الأسبوعية . وأضاف: إنني تأملت في الكثير من اللوحات التي كنت أستجمع بعضها من ذاكرتي، وأنا أتمعن فيها، وكأنني أرها لأول مرة، فأحاول فهمها فتقودني لسلسة من الذكريات والأحداث التي استفزت في داخلي الرغبة في التعبير عما كان يجول في نفسي، لأجد الرسم الكاريكاتيري طريقي الاقرب لهذا التعبير العفوي البسيط. من جانبه يقول الناقد فهد السلمان إن الرسم لغة محايدة قد تعني التقليد او المماثلة أو المحاكاة. وحول الكتاب الذي أصدره الأستاذ علي القحيص قال بأنه يتنفس الكاريكاتير ويعطيه من روحه ومن وعيه وهذا مايجعل أعماله دائما تتنفس وتنبض بالحياة، لذلك هو قليل ما يستخدم المفردات والجمل، لأنه يستطيع أن يجعل شخوصه تتحدث وتقول ما تريد. احد الاعمال المنشورة في الكتاب وعن اللون الذي يستخدمه القحيص في رسوماته قال السلمان إن هذا اللون لا يستخدم للترف الفني بل يوظفه في أعماله كعنصر حركة ونبض حياة، لكنه في المقابل لا يقدم فنه بشكل مجاني. ووصف السلمان أعمال الأستاذ علي بأنها قابلة للاستنطاق أكثر من مرة وهذه هي قيمة الفن الحقيقي. وفي ختام مقدمته قال السلمان ان علي القحيص فنان عرف كيف يمسك فنه من أذنه ليجبره على الخضوع. وجاءت اغلب الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرت في الكتاب لتعكس الواقع العربي المرير خاصة ما تشهده بعض الدول من حروب واحتلال ومجاعة، وكانت حصة الاسد في الرسومات للاوضاع الانسانية والاقتصادية التي شهدتها العراق ولبنان وغزة في الاونة الاخيرة.