الحوار الذي دار بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية والانتحاري الذي لم يتصف بأي صفة من صفات المسلمين الحقيقيين، بل ولم يتصف بصفة أي رجل نبيل مهما كان اعتقاده، ذلك الذي أفضى لما قدم وأنهى سلسلة جرائمه بجريمة نكراء ذهب ضحيتها غير مأسوف عليه، كشف لكل الناس بما لا يدع مجالاً للشك الفارق الكبير بين الفريقين، فريق الحق الذي يمثله الأمير، وفريق الضلال الذي يمثله ذلك الانتحاري، فقد كان الأمير يؤمن على كلام الرجل محسناً الظن به بينما المجرم يجاري الأمير في الحديث، ولكن بسوء نية، ولقد كانت فعلاً نقلة أوضحت الحقيقة بين الفريقين. نعم لقد كانت نقلة أظهر الله بها الحقيقة فأنجى من صدق معه وأهلك من ضل عن الصراط السوي، فهل سيدرك الباقون ممن ضلوا تلك الحقيقة، وهل ستكون نقلة كبرى تعيدهم إلى الصواب، أم سيكونون ممن عموا وصموا ليواجهوا مصيراً لا يقل عن مصير صاحبهم؟ لقد أحسنت وزارة الداخلية صنعاً حين أخرجت الحوار للملأ ليدرك العالم بأسره حقيقة موقف المملكة من خلال أحد أبرز مسؤوليها في جهاز الأمن تجاه تلك الفئة، والاهتمام الكبير باحتواء من غرر بهم وإعادتهم إلى جادة الصواب، عسى أن يفطن لذلك من لا تزال الأفكار الهدامة تلعب بعقولهم، ومن لا يزالون تحت تأثير فكر مضلل يحركهم كالدمى. الصورة الآن أوضح من أي وقت مضى، فقد قطعت الطريق على المشككين وخبيثي النوايا، مثلما قطعت الطريق على البقية الباقية من شراذم الخارجين هنا وهناك، ومن المؤكد أن وضوح الصورة سيحدث بمشيئة الله نقلة في عقول من حالفهم الحظ بكونهم ما يزالون أحياء ليعودوا إلى الصواب، ويسلموا أنفسهم بصدق وبحسن نية إلى الجهات الأمنية، وسيجدون من سمو الأمير محمد بن نايف شخصياً أفضل مما ظهر من حسن التعامل.