ما زالت فرق الانقاذ منهكمة امس في البحث عن ناجين غداة الزلزال العنيف الذي ضرب جزيرة جاوا الاندونيسية بقوة 7 درجات ليودي بحياة 47 شخصا على الاقل والحاق اضرار بالاف المساكن.وتركزت عمليات الانقاذ، التي يشارك فيها عسكريون، في قرية صغيرة حيث طمر العديد من المنازل اثر انزلاق تربة تسببت به الهزة الارضية.واكد المتحدث باسم وكالة ادارة الكوارث بريادي كاردونو "هناك نحو اربعين شخصا اعتبروا في عداد المفقودين. فيما فرص ايجاد احياء ضعيفة".وافاد مصور لوكالة فرانس برس في سيكاغكارنغ التي كانت حتى الان قرية وديعة واقعة على التلال غرب جاوا لوكالة فرانس برس ان عناصر اجهزة الانقاذ يحفرون بايديهم وبالمعاول بانتظار وصول جرافات.وفي الاجمال اودى الزلزال العنيف الذي وقع بعد ظهر الاربعاء بحياة 47 شخصا في مناطق مختلفة والحق اضرارا ب18 الف مبنى بينها مساجد ومكاتب بحسب السلطات.وهذه الحصيلة يتوقع ان ترتفع لتجعل هذا الزلزال الاكثر دموية منذ ثلاث سنوات في اندونيسيا التي تعودت على الهزات الارضية لموقعها ضمن ما يسمى ب"حزام ناري" في المحيط الهادئ حيث يؤدي احتكاك الصفائح التكتونية الى حدوث زلازل وبراكين. وفي العام 2006 ادت هزة ارضية تحت البحر بقوة 7,7 درجات الى مد بحري (تسونامي) على السواحل الجنوبية لجاوا كما تسبب بمقتل 596 شخصا. وشعر بالهزة الاربعاء بقوة في جاكرتا على بعد نحو 200 كلم من مركزها في المحيط الهندي، فيما غادر الاف الاشخاص على عجل المكاتب والمحال التجارية. واوضحت تلك المشاهد ان هذه المنطقة الكبيرة التي تعد من الاكثر اكتظاظا بالسكان في العالم مع نحو 15 مليون نسمة، ليست في منأى من خطر الزلازل حتى وان كانت لا تقع في المنطقة الاكثر تهديدا. وتساءلت جاكرتا غلوب "هل جاكرتا مستعدة لبيغ وان (زلزال كبير)؟" مشيرا الى ان الحاكم فوزي بوو امر باجراء تقييم باسرع وقت للمواصفات الخاصة بمقاومة الزلازل لناطحات السحاب العديدة في المدينة. ومن الجانب الاخر لجزيرة جاوا بالقرب من المحيط الهندي كانت الهزة الارضية قوية في تاسيكمالايا بحيث شرع العديد من المرضى بالصياح (الله اكبر) اعتقادا منهم ان ساعتهم الاخيرة قد دنت كما قالت مارياني الموظفة في المستشفى المحلي. وروت الموظفة ان هذا المستشفى استقبل بعد ذلك 43 ضحية بينهم سيدة في الثالثة والاربعين من عمرها وطفل في السابعة- توفوا متأثرين بجروح اصيبوا بها في الرأس "بعد ان انهار حائط فسحقهم".وقد تبع الزلزال هزات ارتدادية بقوة تقل عن "خمس درجات ولم يشعر بها السكان" بحسب مسؤول في الوكالة الاندونيسية للارصاد الجوية والجيوفيزياء.