إذا كنا لا نتخيل أن يذهب الطالب أو الطالبة إلى المدرسة من دون شنطة تحمل الكتب والكراس، فإن توفير انترنت سريعة لكل طالب وطالبة، سواء في بيته أو مدرسته، هي رؤية عادلة ونظرة ثاقبة لجيل منافس. إن وجود انترنت سريعة تخدم الاشراف والتطوير والمعلمين والطلاب جدير بخلق جيل تعليمي منافس من الطراز الاول في عصر المعلومة، فالمعلومة لم تعد محصورة بين دفتي كتاب لا يتجاوز المائة صفحة، بل إن المعلومة أصبحت متجددة ومتزايدة بشكل رهيب، وما نتعلمه اليوم من أمور دنيانا قد لا يفيد بعد بضع سنوات، فحجم المعلومات العالمي يتضاعف كل سنتين، نعم يتضاعف. إن توفر المناهج الكترونيا والوصول لها عبر الانترنت، وتطويرها، وعمل الاختبارات عبر الانترنت، بل وحتى معرفة ماهو الواجب اليومي، وتسليمه عبر الانترنت، فلم يعد ملف الطالب مجرد ملف علاقي اخضر، بل أصبح حيزا في كمبيوتر المدرسة الرئيس يتفحصه الأب من فترة لأخرى ليتابع أداء ابنه. عندما يكون الطالب على تواصل عبر الانترنت مع دروسه ومدرسته ، أصبح توفير التعليم عن بعد حقيقة وليس ترفا ، وأصبح التعليم مستمرا الى حد كبير دون الحضور الى المدرسة عند الكوارث والازمات ، وأصبحت دفة التعليم لا تتوقف بسبب انفلونزا خنازير أو غيرها. أن تطبيق التعليم عن بعد لن يتأتى دون توفير اتصال انترنت سريع لكل طالب وطالب على مدار الساعة. ان مصادر المعلومة ليست في كتاب فقط، بل أصبح في صورة، وبرامج، وألعاب، وفيديو، وفق منهج دراسي متكامل، وهذا المنهج متاح للطالب وقت ما يشاء وأينما أراد. عندما تعقد دروس التقوية المسائية عبر الانترنت ، ولنتخيل برنامجا مشابها للمسانجر، يكون المدرس موجودا في أحد الفصول وعبر الكاميرا يشرح للطلاب، بحيث يستطيع كل طالب سؤاله كتابة او صوتا، فلكم أن تتخيلوا حجم التوفير الذي ستوفره مثل هذه التقنيات، خاصة أننا إذا علمنا ان الطلاب في درس التقوية ذلك من كافة مناطق المملكة ، فمفهوم البعد المكاني قد تلاشى في تقنيات التعليم عند بعد. وبدلا من أن نضع مدرسا لكل مدرسة فقد يستوعب المدرس أكثر من ذلك. فلو قلنا أن كل مدرسة ستكون متصله بالانترنت ، وكل طالب فيها سيحصل على اتصال - على أقل تقدير - سرعته نصف ميقا ، وبالنظر في عدد طلاب المدرسة فان هذا يتطلب توصيل كل مدرسة بسرعات عالية جدا جدا، غير تلك التي تصلنا في البيوت. ونظرا لتنوع تقنيات توصيل الانترنت فإن كل مدرسة تستخدم معها تقنية بحسب موقعها الجغرافي. وعند استخدام تقنيات الويب 2 في التعليم وحث الطلاب على استخدامها سواء كانت تدوينات مكتوبة او صوتية او مرئية او المشاركة في اثراء المحتوى العربي عبر مواقع الويكي مثلا ، فان التعليم سيخلق منافسة رائعة بين الطلاب و ستظهر ابداعات ناشئة لا حصر لها، بحيث تحول نهم الانترنت الموجود عندهم إلى ما هو مفيد وجديد، وان لم تكن المدرسة هي من توجه طاقات الناشئة فإنه في الاستفادة السليمة من الانترنت، فإنه حتما سيقودهم غيرها، ولات ساعة مدم.