في الرواية العربيّة لفخري صالح... صدر حديثاً عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» ومنشورات الاختلاف كتاب «في الرواية العربية الجديدة» للكاتب فخري صالح. ينصب اهتمام الكاتب على تأمل ظاهرة الرواية العربية الجديدة عبر قراءة عدد من نماذجها الأساسية، أي تلك النصوص الروائية التي ترد إلى ذهن القارئ لدى الحديث عن روايات عربية غيرت في الرؤية التي استقرت في أعمال نجيب محفوظ الروائية الكلاسيكية. تنتمي النصوص التي تناولها الكتاب إلى جيل الستينات بالأساس، وإن كان بعضها قد أنجزه الجيل الذي تعرض لهزيمة 1967 فكان أن تغيرت طريقة نظرته إلى الأشياء والعالم، ثم إلى دور الكتابة الروائية في تأمل واقع الهزيمة المدوية التي فضحت كل شيء بما في ذلك طرائق الكتابة وأساليبها ونظرتها الواثقة إلى العالم. يشدد المؤلف على أن الرواية العربية الجديدة ليست متجانسة على الصعيد الشكي، بل تضم طيفاً كاملاً من الطموحات الشكلية والتجديد في البناء الذي يطاول طريقة تقديم الشخصيات وعلاقة الزمان بالمكان وأشكال الرواة وزوايا النظر المعروضة في الرواية وتدخلات الكاتب وشروحاته التي تبغي كسر وهم مطابقة الرواية للواقع. وبهذا المعنى فإن البحث عن قواسم مشتركة بين النصوص التي نسميها نصوصاً روائية عربية جديدة يقع في دائرة «النظرة إلى العالم» أو «رؤية العالم»، ومن ثم فإن العناصر الشكلية لا توفر شخصية متميزة لهذه النصوص عن غيرها من الروايات العربية المكتوبة على غرار كلاسيكي. فما يميزها ويكسبها انشباكاً وتضافراً وانضواءً تحت راية التقسيم نفسه تأكيدها أن العالم نفسه لم يعد متجانساً،. الكائن الحي مفككاً ترميزه صدر حديثاً عن «المنظمة العربية للترجمة» كتاب «الكائن الحي مفككاً ترميزه» من تأليف جان نيكولا تورنييه، وترجمة هالة صلاح الدين لولو. يقدّم الكتاب تعريفاً جديداً للحياة، بسيطاً وفاعلاً، ويتيح مراجعة بعض ألغاز علم الأحياء المعاصر مثل أصول الحياة وتطورها، والاستفهام عن المسائل الأخلاقية لهذا العلم: مصنفة الكائن الحي المعدل وراثياً، والاستنساخ المولد والعلاجي، والخلايا الجذعية بالنسبة إلى الحياة. ابن زريق البغدادي عابر سنين للدوسري رحلة عبر التاريخ إلى زمن جميل حين كانت بغداد حاضرة الإسلام وحاضنة الشعر وقبلة الشعراء. تأخذنا فيها رواية «ابن زريق البغدادي – عابر سنين» الصادرة حديثاً لمؤلفها الكاتب البحريني أحمد الدوسري. إذ يعود بنا المؤلف إلى عام 471 الهجري، تحديداً بعد انقضاء نحو 50 عاماً أو يزيد على وفاة الشاعر ابن زريق البغدادي الذي ترك مدينته متوجهاً نحو الأندلس طلباً للمال، وهناك قال قصيدته اليتيمة «لاتعذليه» مخاطباً ابنة عمه التي كانت تنتظر أن يعود بمهرها، لكن صده الأمير الأندلسي، فوضع القصيدة تحت وسادته ثم نام نومته الأبدية.