أكد ضياء الدين بامخرمه السفير الجيبوتي لدى المملكة، أن حكومة بلاده تعمل بكل جدية على إزالة أي معوقات أمام استيراد المواشي الحية من جيبوتي، مؤكداً في الوقت ذاته أن المحجر الصحي الإقليمي تملك الحكومة حصة فيه يضخ في السوق الخليجية والسعودية تحديداً الملايين من المواشي الحية عبر شركات سعودية بنسبة 100 في المائة. نرحب بالمستثمرين .. ولا عراقيل أمامهم وقال السفير الجيبوتي إن حكومة بلاده تسعى بكل جدية لتسهيل مهام تجار المواشي في المملكة لإزالة أي "عراقيل" أو"عقبات" قد تعترض طريقهم أمام الاستيراد من محجر جيبوتي الإقليمي، كما أفاد أن بلاده ترحب بكافة المستثمرين الجادين ولديها الكثير من الفرص الاستثمارية التي تنتظر الرساميل الخليجية، إذ أن بلاده تبذل جهوداً جبارة في سبيل إزاحة جميع العقبات بمعناها الحقيقي التي قد تعترض تدفق الاستثمارات إلى أراضيها، معتبرا أن المحجر الصحي الإقليمي يعد من أهم وأكبر المشاريع الاستثمارية التي أقيمت في جيبوتي، فضلا عن كونه الأول في الشرق الأوسط ودول القرن الإفريقي والمعترف به عالميا من قبل المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIP). وأكد بامخرمة أن سفارة بلاده على تواصل دائم ومستمر مع المسؤولين في وزارة الزراعة السعودية، ونبحث سويا كافة سبل التعاون المشترك بين البلدين في مجال الثروة الحيوانية، وأنه في حالة وجود أي عقبات حقيقة تعترض تجار المواشي لن نتردد أبدا في حلها وإزالتها جذريا. 1.5 مليون رأس ستصل السعودية قريبا وكشف سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة أنه جار العمل حاليا على إنشاء ميناء خاص في بلاده, إلى جانب توسعة المحجر الصحي جيبوتي ورفع الطاقة الاستيعابية بنسبة 50% لتسهيل حركة نقل المواشي المصدرة إلى السواق السعودية ودول الخليج، كما أنه ينتظر أن يتم شحن نحو 1.5 مليون رأس إلى أسواق السعودية قريبا. ولم يخف بامخرمه أن جيبوتي بدأت تشهد مرحلة تاريخية من خلال تصدير المواشي إلى السعودية يجسدها حالة الانتعاش الاقتصادي التي تعيشها البلاد، مشيرا إلى أن محجر جيبوتي قد أضاف نقلة نوعية لها وساهم في زيادة مواردها المالية وأوجد فرصاً تجارية متعددة، كما أنه لم يستبعد أن يطول امتداد الانتعاش الاقتصادي معظم دول القرن الإفريقي الأخرى المصدرة للمواشي وبالتالي المساهمة بفعالية في استقرار المنطقة اقتصاديا. تجار مواشي زاروا المحجر .. لا ملاحظات من جانبه رد محمد قايد سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة أبو ياسر الدولية الجهة المشغلة لمحجر جيبوتي الإقليمي أنه لا صحة لما ذكره بعض تجار المواشي من وجود عقبات تواجههم أثناء الاستيراد من المحجر، إذ أن الهدف من إقامة المحجر الذي يعد واحداً من أهم المشاريع الاقتصادية في منطقة القرن الإفريقي هو تصدير مواش خالية من الأمراض وتلبية جميع طلبات المستوردين وتأمين كميات كافية لسد حاجة السوق. وقال: "إن إدارة المحجر تعي تماما أن أي عقبة أمام المستوردين ستعود على المحجر بالضرر معونيا وماديا، ومن أجل ذلك فإننا نتخذ كافة الإجراءات وبأسرع وقت ممكن لحل أي مشكلة قد يواجهها المستوردون مهما كان حجمها وبشكل جذري"، وأضاف قائلا: "هناك العشرات من تجار المواشي السعوديين الذي يزورننا في المحجر في جيبوتي شهريا ويتابعون لحظة بلحظة جميع المراحل التي تمر بها مواشيهم قبل وبعد شحنها إلى السعودية ولم يعبروا لنا عن أي ملاحظات تذكر". رسوم رمزية أما فيما يتعلق بالرسوم التي يتقاضاها المحجر على المواشي وقدرها تسعة دولارات للرأس فهي نظير قيامه بإجراء الفحوص البيطرية على المواشي وإعطائها اللقاحات اللازمة خلال فترة الحجر قبل تصديرها إلى السعودية، معتبرا أن هذه الرسوم "رمزية" مقارنة بالخدمات الكثيرة التي يقدمها المحجر في سبيل تخفيف التكلفة على المستهلك النهائي في السوق السعودية. وأشار قايد إلى أن المحجر يقدم للمواشي خلال فترة الحجر التي تستمر مدة 30 يوما خمسة فحوصات مخبرية بهدف الكشف عن الأمراض وإعطائها اللقاحات اللازمة لذلك، حيث يقوم المحجر بالكشف عن أمراض خطيرة هي: حمى الوادي المتصدع، الحمى القلاعية، البروسيلا، الجرب، والتهابات الفم، إضافة إلى توفير الأطباء البيطريين والعمال، والاستعانة بمختبرات وخبرات عالمية في هذا المجال. ملتزمون باشتراطات صحية دولية ولفت مستثمر محجر جيبوتي الإقليمي إلى أن موضوع الأسعار قد تمت دراسته أكثر من مرة من قبل لجنة خاصة تضمن أعضاء من بلد المصدر وتم تخفيضها أخيرا من عشرة دولارات إلى تسعة دولارات، وذلك بعد أن تم تقدير القيمة الفعلية للتكاليف بما فيها أجور الفحوص وقيمة اللقاحات الطبية والخدمات التي يقدمها المحجر للمستوردين وهامش ربح إدارة المحجر. إذ أن المحجر ملتزم بإجراءات عالمية وفقاً لاشتراطات المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية ولوائح دول الخليج عامة والسعودية بشأن مدة الحظر والتحصينات، حيث يتم التصدير لكل من: للسعودية، الإمارات، قطر، البحرين، مصر، اليمن، الكويت، وعمان. وقال: "إننا ملتزمون بإجراء حملات توعية شاملة لكافة مربو المواشي في دول القرن الأفريقية على كيفية الرعاية الصحية للمواشي بهدف الحصول على مواشي سليمة، كما أن يتم الاستعانة بخبراء وعلماء عالميين في مجال مكافحة الأمراض الحيوانية وتعيينهم كمستشارين للمحجر, والتعاون مع الجامعات الأوربية في مجال البحث والتدريب". فريق بيطري لمرافقة البواخر وأفاد قايد أن إدارة المحجر بدأت منذ مطلع مارس الماضي في تكليف فريق بيطري بمرافقة الباخرة من لحظة مغادرتها المحجر إلى أن تصل ميناء جدة الإسلامي ويتم فسحها من مختبرات وزارة الزراعة، وذلك بهدف مراقبة الشحنات من الناحية الصحية طيلة مدة الرحلة، مشيرا إلى أن المحجر قد أسهم بشكل كبير في ضبط أسعار المواشي في السوق السعودية، حيث أصبح متوسط سعر الرأس يراوح بين 300 و320 ريالا، بعدما كانت الأسعار بين 450 و500 ريال ويتم استيراد المواشي عبر التهريب من قبل بعض الموردين، معتبرا أن المحجر تمكن من فرض سوق قوية ونظامية يتوافق فيها حجم العرض مع الطلب وبأسعار في متناول المستهلك. الاستثمار يحتاج لاستقرار أمني وفيما يتعلق بمطالبة بعض تجار المواشي بإنشاء محجر في الصومال على غرار محجر جيبوتي الصحي الإقليمي، علق رئيس مؤسسة أبو ياسر الدولية بأن اختيار جيبوتي لتكون مقراً للمحجر جاء بتوصية من المنظمة الدولية للصحة الحيوانية، نظراً لخلوها من الأمراض، إذ تعتبرها صمام أمان لسلامة الثروة الحيوانية في الدول المصدرة والمستوردة لمواشي دول القرن الإفريقي، والأهم من ذلك استقرارها السياسي والأمني، وذلك على عكس ما تشهده دول القرن الأفريقي الأخرى من اضطرابات أمنية تشكل مصدر قلق للاستثمارات الأجنبية هناك.