جدد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي أمس اتهام جهات خارجية بالوقوف وراء أعمال العنف التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، في حين طالب الإصلاحيون بإجراء استفتاء لتجاوز الأزمة. وقال المرشد الأعلى في خطاب ألقاه أمام مسؤولي البلاد "في حين ان تدخل الخارج وخصوصا وسائل إعلامه واضح جدا، فإن ادعاءاته أنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية هو علامة على خزيه". وأضاف أن "أعداء الشعب الايراني، عبر وسائل اعلامهم، يعطون تعليمات لمن يقفون وراء اعمال الشغب ليتسببوا بالفوضى والتدمير والمواجهات، وفي الوقت نفسه، يؤكدون انهم لا يتدخلون في الشؤون الداخلية الايرانية". وتابع خامنئي أن "أي جهة تريد أن تقود المجتمع الى انعدام الأمن، مهما كانت أهميتها ومنصبها، سيكرهها الشعب" . وجاءت تصريحات خامنئي بعدما اعتبر الرئيس الايراني الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يترأس حاليا مؤسستين رئيسيتين في النظام، قبل ثلاثة ايام أن النظام فقد جزءا من ثقة الشعب به بعد الانتخابات الرئاسية. وتبنت جمعية رجال الدين المجاهدين المؤيدة للرئيس السابق محمد خاتمي والتي تضم رجال دين اصلاحيين الاثنين موقفا مماثلا لموقف رفسنجاني. وقالت الجمعية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه امس "بما ان ملايين الايرانيين فقدوا ثقتهم بالعملية الانتخابية، فإن جمعية رجال الدين المجاهدين تطالب بإلحاح بتنظيم استفتاء (...) من قبل هيئات مستقلة". بدوره، طالب المرشح المعارض مير حسين موسوي الذي يتحدث عن تزوير في الانتخابات، بالإفراج عن "السجناء السياسيين" بحسب موقعه على الإنترنت غالام نيوز. وأضاف أن الناس نزلوا الى الشارع للدفاع عن حقوقهم وانه لا يمكن "وقف هذه الموجة عبر توقيف الآلاف، لا بل عشرات الآلاف من أشخاص". من جهة أخرى، وخلال اجتماع مع إدارة جمعية أسر الاشخاص الذين اعتقلوا الأسبوع الماضي، طلب خاتمي مجددا "الإفراج عن الموقوفين". وأعرب خاتمي عن دعمه "لاقتراحات" رفسنجاني الذي قال أنها "حد أدنى للخروج من الوضع الحالي". نجاد يلقي كلمة في احتفال حضره خامنئي في طهران أمس(أ.ب) من جانب آخر نفى اسفنديار رحيم مشائي النائب الاول للرئيس الايراني نجاد أمام الانتقادات الشديدة من المحافظين أمس استقالته في بيان نشره موقعه على الانترنت بعدما كانت وسائل إعلام أشارت إلى ذلك. وجاء في بيان نشر على الموقع الخاص لمشائي على الانترنت أن "بعض مواقع الانترنت نشرت تقريرا حول استقالة مشائي من منصبه كنائب أول للرئيس في عمل منسق هدفه الإساءة للحكومة". وأضاف "هذه كذبة وهذه الشائعات ينشرها أعداء... الحكومة". وانتقد علي أكبر جوانفكر مستشار محمود أحمدي نجاد "الضغوطات" التي تمارس على رئيس الجمهورية كما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وتساءل البعض"كيف يوافق الرئيس ويقول أنه رجل كفء وفي الوقت نفسه يشكك في قراراته،لماذا تتم ممارسة مثل هذه الضغوط على الرئيس؟". وفي إشارة إلى تصريحات مشائي الذي أعلن في 2008 أن إيران "صديقة الشعب الاسرائيلي"، قال جوانفكر ان "مشائي أدلى بتعليق خارج مجال اختصاصه وأقر بعد ذلك أنه كان يجب ألا يقوم بذلك". وتابع جوانفكر أن "القضية أُغلقت" معتبرا أن "الرئيس عين رحيم مشائي في منصب النائب الأول للرئيس آخذا في الاعتبار أداءه اللامع والذي كُلل بالنجاح".