هناك العديد من الأمور في حياة الإنسان اليومية لا يلقي لها بالا وتكون لها أثار صحية سيئة من خلال ما تحمله من بكتريا وجراثيم قد تودي للإنسان بالهلاك ومن أهم هذه الأمور الماء فالماء ضروري لكل إنسان لايستطيع احد ان يستغني عنه وهو أمر طبيعي جدا ولكن السؤال المهم ما هي الطريقة التي نحفظ بها الماء أو نحمله الى منازلنا ؟ فالكثير منا يستخدم الجوالين كمصدر أساسي لحمل الماء وخصوصا الجوالين ذات اللون الأبيض والتي تغلب على أكثر الجوالين انتشاراً في الأسواق والظاهر للجميع ان الجوالين ذات اللون الأبيض في الأفضل في هذا الغرض ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك وكشفت التحاليل المخبرية بان الجوالين البيضاء هي أكثر عرضة للتلوث نتيجة للتفاعلات الكيميائية الناتجة عن مادة البولي اثلين الموجودة في صناعة البلاستيك مع أشعة الشمس والضوء والتي تنتج ميكروب ايكولا كلبسيلا وميكروب ستافي لوكوكيس وهي مركبات خطيرة تسبب آلاماً في البطن والصدر وتهيج جدار المعدة وتسبب ارتفاعاً في درجة الحرارة . ويقول عضو المجلس التنفيذي لجمعية البيئة السعودية أسامة محمد بانده من الأمور الخطيرة جدا التي غفل عنها الكثير من الناس تلوث مياه الشرب والإصابة بالأمراض نتيجة لهذا التلوث وخاصة التلوث الناجم عن استخدام البلاستيك في نقل أو حفظ الماء او الزمزم ونخص بالذكر الجوالين البلاستيكية البيضاء التي نشاهدها في ازدياد يوما بعد يوم فكما هو معروف ان البلاستيك مصنوع من لدائن صناعية مركبة كيميائيا بالإضافة الى مادة البولي اثلين واستخدامنا للجوالين في نقل وحفظ الماء لفترة طويلة نسبيا تؤدي الى تلوث الماء بداخله وقد أجريت العديد من التحاليل المخبرية الجرثومية في مختبراتنا الوطنية على عينات من المياه المعبأة في الجوالين البلاستيكية ووجد ان تلوث الماء يتركز في الجوالين ذات اللون الأبيض عن غيرها من الألوان الاخرى وانها تحتوي على ميكوربات خطيرة مثل ميكروب ايكولا كلبسيلا E.coli,klebsiella spp وميكروب ستافي لوكوكيس staphylococcus aureus وهي مكروبات خطيرة تسبب آلاماً في البطن والصدر وتهيج جدار المعدة وترفع درجة حرارة الجسم بالاضافة الى العديد من الاعراض الأخرى. وأضاف البانده ان اللون الأبيض هو من الألوان الباردة والهادئة والشفافة لان الإشعاعات واللونية تنقسم الى قسمين الأولى وتعرف بالألوان الموجبة والثانية تعرف بالألوان السالبة ويعد اللون الأبيض من الألوان الإشعاعية السالبة وهي تمتاز بتفاعلاتها القلوية مشيرا الى ان هناك العديد من الملوثات المائية والتي منها التلوث البكتيري وهو عبارة عن وجود مكروبات في الماء تسبب أمراضاً معدية للإنسان . ومن التجارب التي أجريت لمرات عديدة على الماء في الجوالين البيضاء وجد ان الماء يتلوث عندما تتعرض الجوالين لدى كثير من الباعة لأشعة الشمس بصفة خاصة او للضوء بصفة عامة فان الماء يتلوث وذلك بسبب تحلل مادة البولي اثلين في الماء بفعل الحرارة فيبدأ الماء بتغير طعمه ورائحته وتبدأ الطحالب المائية تتكون بداخله. وبين أسامة بانده بان الطحالب المائية لها أنواع عديدة وأشهرها الطحالب الخضراء التي تعيش في الأماكن الرطبة والظليلة سواء كانت مالحة او عزبة وهي قادرة علي المعيشة في مدى واسع من درجات الحرارة والملوحة فيستطيع بعضها ان يعيش حتى درجة 80 م وحتى 2,5٪ ملوحة وتتكون من مادة الكلوروفيل والتي تتكاثر بسرعة في وجود الضوء الذي يساعد في انتشارها وكلما زاد انتشارها ازداد نمو الطحالب وبالمقابل ازداد فناؤها ، وتستهلك البكتيريا الموجودة في الماء كميات كبيرة من الأكسجين لتهضم بذلك الفائض من الطحالب الميتة ويؤدي ذلك الى نقص مستوى الأكسجين في الماء. وتعتبر الجوالين البيضاء التي تعبأ بالمياه الصحية او ماء زمزم بيئة صالحة لنمو الطحالب وتكاثرها .وبعكس ذلك جوالين الماء الداكنة كالأزرق او الأحمر او الأخضر حيث إنها غير نافذة للضوء واحتمالية نفاذ الضوء منها تكاد تكون ضئيلة جدا وبالتالي فهي أكثر ملاءمة لحفظ او نقل الماء كما أنها تمنع من تكاثر الطحالب وانتشارها .