تخيل انك خرجت من منزلك وقبل أن تصل لسيارتك بمترين تحركت السيارة وعادت إلى الخلف حتى اصطدمت بسيارة جارك ، ثم عادت للأمام حتى ضربت سيارة جارك الآخر .. ثم انحرفت يسارا حتى كسرت باب دارك .. ثم يمينا حتى سقطت في حفرة ضخمة تركتها شركة الكهرباء .... ! هذه الحادثة وقعت لمواطن من فلوريدا يدعى جايري بيجرو امام اعين الجيران الذين تراكضوا في كل اتجاه خوفا من السيارة المجنونة .. ويقول بيجرو ان السيارة تخص زوجته المتوفاة ويعتقد ان تحركها بهذه الطريقة يعود الى أن روح زوجته تحاول قيادتها مجددا (!!) ورغم أنني لا أؤمن بقدرة الأرواح على قيادة السيارات إلا أنني لا أستبعد (فيما يخص تحريك الأجسام المادية بطريقة خفية) وجود تفسير آخر يعجز علمنا عن فهمه .. فهناك مثلا احتمال تسرب قوى مادية من عوالم خفية لا يعلم بوجودها أحد .. فالتواصل والتسرب (مع بُعد فيزيائي آخر) فكرة قديمة اعتمدت لتفسير القوى الغامضة وحوادث الاختفاء المفاجئة وانتقال الأشياء إلى بعد مختلف .. فحياتنا العادية تحكمها ثلاثة أبعاد رئيسية هي المكان والزمان وفيزياء الجسم ذاته (وهي أبعاد يدركها البشر من خلال حواسهم الخمس) . غير أن محدودية هذه الحواس قد تمنعنا من الإحساس بأبعاد أخرى موازية لنا قد تتواجد في "نفس الموقع" دون أن نشعر بها (كعالم الجن مثلا) .. ولفهم الفكرة بشكل أفضل دعنا نضرب مثلا بجهاز الراديو .. فحين تستمع لمحطة معينة يحدث ذلك لأنك وفقت بين موجة الإرسال (التي تبث بها المحطة) ومؤشر الذبذبة (الذي حركته أنت على الراديو) . ولكن هذا لا يعني أن بقية المحطات غير موجودة في الهواء (فكل ما حدث أنك اخترت موالفة جهازك لسماع محطة واحدة فقط ) .. وحواسنا الخمس بدورها تمت موالفتها للعمل في نطاق واحد فقط وبالتالي نعجز عن ادراك أي عوالم أخرى تتواجد حولنا بشكل دائم (إلا في حالات استثنائية جدا) . فأبصارنا وأسماعنا مثلا لا تدرك سوى مستوى محدود مما يجري حولنا وبالتالي نعجز عن رؤية الجان أو سماع أصواتهم لعيشهم في أبعاد مختلفة (في حين قد تراهم أو تسمعهم مخلوقات اخرى غيرنا كما جاء في الحديث عن نهيق الحمار وصياح الديك وعذاب القبر) !! واليوم لا يستبعد علماء الفيزياء وجود بقع أرضية وفلكية تعمل بمثابة بوابات تفتح على العوالم والأبعاد الأخرى .. وحين تفتح فجأة تنتقل عبرها الكائنات والأشياء الضائعة فيما قد يعبر إلينا منها الجن والمخلوقات الغريبة والقوى الخفية وحتى الأطباق الطائرة .. بل ان علماء الفلك لا يستبعدون وجود عدة أكوان تتداخل ضمن أبعاد مختلفة (دون أن يشعر بعضها ببعض) . فبين النجوم والكواكب توجد مادة سوداء غير مرئية تشكل 90% من مادة الكون.. ووجود هذه الكتلة المجهولة التي تملأ فراغات الكون حقيقة وردت في آيات كثيرة مثل قوله تعالى (رب السموات والأرض وما بينهما)،(ولله ملك السموات والأرض ومابينهما يخلق مايشاء) .. ومؤخرا اقترح العالمان تيد وسيرفانت من جامعة شيكاغو استحالة رصد أو رؤية هذه الكتلة المجهولة كونها ببساطة موجودة في بُعد كوني آخر .. وحسب رأيهما ان مانعتبره "كتلة سوداء" ليس إلا تأثيرات أكوان أخرى غير مرئية تتداخل مع كوننا بطريقة غير مفهومة (ولكنها لطيفة وشفافة بحيث لا يشعر بعضها ببعض) !! ... جاء عن ابن كثير والبيهقي ، عن شيخ المفسرين ابن عباس انه سئل عن قوله تعالى ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ) فقال : " هي سبع أراضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ، وإبراهيم كإبراهيم، ونوح كنوح ، وعيسى كعيسى" !!