توجه أزيد من مليون ومائتي ألف ناخب موريتاني إلى صناديق الاقتراع يوم أمس السبت لاختيار رئيس للبلاد، من بين تسعة مترشحين يتنافسون في هذه الانتخابات، وسيباشر الناخبون التصويت في حوالي 2500 مكتب تصويت، ولأول مرة سيشارك حوالي 25 ألف ناخب موريتاني يقيمون في الخارج، في عمليات التصويت لاختيار رئيس للبلاد، في 63 مكتبا انتخابيا في العالم العربي وإفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا. ويشرف على مراقبة هذه الانتخابات أزيد من 360 مراقبا من مختلف مناطق العالم يمثلون عددا من المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والمنظمة الدولية للفرانكفونية وغيرها. ويشارك في هذه الانتخابات تسعة مترشحين من بينهم ثلاثة عسكريين شاركوا في انقلابات سابقة وهم: الجنرال محمد ولد عبد العزيز، والعقيد اعل ولد محمد فال، والرائد صالح ولد حننا، إضافة إلى مرشح من طبقة العبيد السابقين هو رئيس البرلمان ومسعود ولد بلخير، ومرشح من التيار الإسلامي الذي يخوض الانتخابات الرئاسية لأول مرة في تاريخه، وهو زعيم حزب "تواصل" الإسلامي محمد جميل ولد منصور. وقال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات سيدي أحمد ولد الدي إن لجنته وفرت ما يكفي من الوسائل المادية حتى تكون ممثلة في كل مكتب على كامل التراب الوطني، "ووضعت خطة عمل محكمة ومفصلة لما عليها أن تقوم به حتى نهاية فرز الأصوات"، مضيفا أن اللجنة عينت أحد أعضائها على رأس لفيف من المحامين والقانونيين لاستقبال شكاوي المترشحين والتحقيق فيها. أما وزير الداخلية محمد ولد الرزيزيم المحسوب على المعارضة، فقد أكد أنه يسمك بالسيطرة على كل مجريات العملية الانتخابية ولا يخشى وقوع أي تزوير، مضيفا أنه لو كان يشك في احتمال عدم شفافية الانتخابات لقدم استقالته قبل ن يبدأ التصويت. وتأتي هذه الانتخابات في جو من التوتر استمر خمسة عشر شهرا منذ الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز وأطاح فيه بالرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وانتهى بتوصل الأطراف إلى اتفاق في دكار يقضي بتنظيم انتخابات رئاسية مبكر في الثامن عشر من يوليو. وقد شهدت الحملة الانتخابية تبادلا للاتهامات بين المترشحين خصوصا بين الجنرال محمد ولد عبد العزيز من جهة، وكل من أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير واعل محمد فال من جهة أخرى، حيث ركز ولد عبد العزيز على اتهام منافسيه بالفساد ومحاولة إحياء نظام الرئيس السبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، الذي سماه "أبو الفساد"، مؤكدا أنه اتصل ببعض المترشحين لحثهم على استرداد السلطة. بينما اتهم مرشحو المعارضة الجنرال ولد عبد العزيز بالدكتاتورية والتهور، مؤكدين أنه يسعى من خلال حملته الانتخابية لترهيب الناخبين وترغيبهم من أجل إجبارهم على التصويت. وبعد أربع ساعات من بدء التصويت قال الرئيس السابق والمترشح للانتخابات الرئاسية العقيد اعل ولد محمد فال إن لديه معلومات غير مؤكدة عن حصول عمليات تزوير على نطاق واسع، مهددا باتخاذ "الإجراءات المناسبة" لمواجهة التزوير. وقبل ساعات من بدأ عمليات التصويت شهد حي لكصر وسط العاصمة مواجهات مسلحة بين الشرطة وعناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أسفرت عن اعتقال مسلحين بعد أن إصابة أحدهما كان يرتدي حزاما ناسفا. وقال مصدر أمني ل"الرياض" إن المسلحين كانا ضمن مجموعة مسؤولة عن قتل أمريكي في نواكشوط خلال شهر يونيو الماضي، وكانت الشرطة تتابعها، قبل أن تشتبك معها في وقت متأخر من مساء الجمعة وفجر يوم السبت، وقد انتهى الاشتباك باعتقال مسلحين قرب أحد مخافر الشرطة، مضيفا أن أحدهما كان يرتدي حزاما ناسفا وبحوزته مسدس وقنبلة، وقد أصيب في تبادل إطلاق النار، إلا أنه هدد عناصر الشرطة بتفجير نفسه إذا اقترب منه أي شخص، وبعد أربع ساعات من محاصرته وهو ينزف والتفاوض معه، تخلى طواعية عن حزامه الناسف، حين هددته الشرطة بتفجير حزامه الناسف عن بعد، وقد ألقي القبض عليه ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما اعتقل زميله دون أن يصاب. وتأتي هذه المواجهات بعد أسبوع على بث تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تسجيلا صوتيا لما سماه "قاضي التنظيم في المنطقة الجنوبية" ويدعى "عبد الرحمن أبو أنس الشنقيطي"، وهو موريتاني الجنسية، وصف فيه الانتخابات الموريتانية بأنها "مهزلة كفرية"، داعيا إلى التصدي لها والوقوف في وجهها.