أكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما مجدداً على التزامه بأمن إسرائيل وتقدم السلام والتطبيع بين إسرائيل وجيرانها العرب. ففي لقائه أول من أمس زعماء الطائفة اليهودية الأمريكية، وعد اوباما بدفع حل الدولتين الى الأمام وقال إن إقامة دولة فلسطينية هي مصلحة أمنية لإسرائيل. في الأشهر الستة من ولايته، طالب اوباما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقبول فكرة الدولة الفلسطينية وتجميد البناء في المستوطنات. وبالمقابل، وعد بان يطالب الدول العربية بان تبدأ بخطوات تطبيع مع إسرائيل، مثل فتح ممثليات ومسارات طيران. وتبنى نتنياهو حل الدولتين، وان كان مشروعا، ولكنه يصر على رفضه وقف تطوير المستوطنات. وفي محادثات مغلقة مع بعض المقربين وزوار من الخارج هاجم نتنياهو اوباما بحدة وادعى بان ضغوطه ترمي الى إرضاء العرب على حساب إسرائيل. وادعى بأن الرئيس هو تحت التأثير الضار لمساعديه، رام عمانويل وديفيد اكسلرود، حسب تقرير باراك رابيد في "هآرتس". ونجح نتنياهو في أن يوحد خلفه الساحة السياسية الإسرائيلية، والتي تساند رفضه تجميد الاستيطان، ويحظى موقفه أيضاً بدعم الجمهور. نتنياهو يخطئ مرتين في دخوله مواجهة لا داعي لها مع الإدارة الأمريكية، وبقدر لا يقل عن ذلك برفضه الموقف الجوهري لاوباما، الساعي الى إحداث اختراق في الطريق المسدود أمام العملية السياسية واستكمال مسيرة قبول إسرائيل في الشرق الأوسط. انتخاب اوباما، وشعبيته في العالم العربي يخلقان فرصة فريدة من نوعها، لاختراق سياسي، ويجب ان لا تهدر. والآن من مسؤولية الإدارة الأمريكية إقناع الجمهور الإسرائيلي بان لديه صديقا في البيت الأبيض، وان مواقف الإدارة تيتطابق والمصالح الوطنية لإسرائيل. لقد وعد الرئيس الزعماء اليهود بان يتحدث الى الإسرائيليين صراحة، "كصديق حقيقي"، كي يفهموا أسلوبه. وبعد أن خاطب العرب والمسلمين والإيرانيين، يجدر باوباما أن يتوجه أيضا الى الجمهور الإسرائيلي ويقنع الرأي العام بتأييد إحياء مسيرة السلام مع الفلسطينيين والسوريين ووقف مشروع الاستيطان الضار. افتتاحية هآرتس