لم يعد الجوال وسيلة اتصال صوتي بين متحدث وآخر فحسب ، ولكن غدا اليوم وسيلة ايضاح لعناصر معمارية وواجهات ورخام ومواد مختلفة. فهو اليوم احد اهم وسائل الاتصال المرئي ونقل الافكار والصور والافلام . وفي هذا الصدد اذكر كلاما لاستاذ العمارة والتخطيط الاستاذ الدكتور محمد بن صالح في اثر وسائل الاعلام في العمارة في معرض كلام له عند مناقشة رسالة ماجستير للطالب للزميل أسامة الخاني والتي كانت بعنوان (دور الصور الذهنية في الإعلام المقروء على تصميم المسكن ..) قبل سنوات، وكيف ان بعض العناصر المعمارية التي تم طلبها من المعماري كانت في الحقيقة صوراً مرئية لمسسلات وافلام ظهرت فيها تلك العناصر. لقد اصبح نقل العناصر المعمارية عبر لقطات من كمرة الجوال اسهل وسيلة في لايصال الافكار العمرانية التي يراها الاشخاص حال تنقلهم من مكان الى مكان، فما ان يعجب المرء بشيء حتى ترى اليد وقد اخرجت من الجيب ذلك الجهاز العجيب الذي يحوي عدسة تجاوزت هذه الايام 12( ميقا بسكسل ) في دقتها ووضوحها، واصبح التخزين متاحا بسعات كبيرة مما يعني انه لن يفوت اي شيء مما يكمن تصويره والاحتفاظ بنسخة منه. ولئن كان انتقال العناصر المعمارية في السابق تكتنفه بعض الصعوبات لذا لايمكن تذكر الشكل والعنصر بالدقة ولا الفلم او المسلسل كما ان التعبير الشفوي يضيع معه كثير من الصفات وايضا لا يمكن ان يتم رسم ذلك العنصر بقلم رصاص خصوصا وهي من غير مختص، ولذا يصبح تعبير الصورة ابلغ في المعنى والشكل فهي اليوم تنتقل عبر جهاز صغير يوضع في الجيب وينقل الصورة الثابته منها او المتحركة. فاليوم يمتلك مقاولو العظم والتشطيبات المخزون الكبيرمما قد نفذ وعمل والعديد من الاشكال والعناصر التي ربما تناسب او لاتناسب فانت في (سوبرماركت عمراني ) تنتقي منه ما يعجبك وتدع مالا يعجبك . لكن المشكلة الكبرى هي في نسق تلك العناصر وتنسيقها وهل هي مناسبة للمكان والزمان ام انها كما هي المعلبات في ( السوبرماركت ) منتج اجنبي وله صلاحية محددة.