امتداداً لجهودها الكبيرة والمُثمرة في سبيل دعم الثقافة والإبداع بكافة فنونه وألوانه، وبحضور مساعد رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور محمد الرصيص وحشد كبير من مُحبي الشعر، استهلت الجمعية مُمثلة في لجنة التراث والفنون الشعبية نشاطها الصيفي بإقامة أمسية شعرية لسمو الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير احتضنها مسرح مركز الملك فهد الثقافي مساء يوم أول أمس؛ وانطلقت الأمسية بترحيب مُقدم الحفل الأستاذ مبارك العصيمي بالشاعر وبالحضور، ثم عرَّف بالشاعر بأسلوب أدبي يليق بمكانة الشاعر، واستعرض بعض ملامح حياة الشاعر وبعض جوانب مسيرته الشعرية. وبدأ خالد الكبير تحليقه الشعري بقصيدة قالها تفاعلاً مع كلمة لخادم الحرمين الشريفين في إحدى جلسات مجلس الشورى، يقول فيها: يا سيدي ما كل حبٍ مثل حب حبك مطر هتان من مزن ديمه والحب ما خذته من الناس بالغصب الحب جالك بالفعول الحكيمة والحب ماله طب يا سيد الشعب إلا الولاء من كل نفسٍ سليمه كلمتك للشورى من القلب للقلب لفته عظيمه .. صادقه .. مستقيمه لي قيل أبو متعب صفا كل مشرب تجسد الإخلاص طبعٍ وشيمه هذا الحكيم اللي على الحكم يتعب أنا أشهد إنه يا عربنا صتيمه ثم واصل الشاعر نثر إبداعاته على مسامع الحاضرين، وقدم قصيدة أخرى في خادم الحرمين (عاش الملك)، وكذلك ألقى قصيدة (أنا سعودي وعبدالله) التي تُعبر عن شعور الانتماء للإسلام والولاء للوطن، وضرورة تقديمهما على كل ولاء؛ وتميزت هذه الأمسية بإلقاء الشاعر للعديد من القصائد ذات المعاني الإيمانية التي يُناجي فيها الشاعر خالقه كقصيدة (ياالله يارب السماوات)، و (مالك الملك) ومنها: لي شفت باب الرزق يا صاح منلك طقّه وجالد لين ربك يفكه تراه بأمر الله من الطق ينفك والعزم مفتاح القفول الملِكه ترى غناة النفس للنفس أبرك من مِنةٍ تترك على القلب تكّه رح للكريم اللي إلى راد ملّك ملكٍ عظيم وباب فقرك يصكه وأسهم تنقل الشاعر بين أغراض الشعر وبين قديمه وجديده في إضفاء الكثير من الحيوية على أجواء الأمسية، حيث تفاعل الجمهور بشكل كبير مع الرباعيات اللاذعة التي يُعالج فيها الشاعر بعض الظواهر الاجتماعية، ويقول في إحداها: مدري علام الناس تقسى على الناس هذا جهل والا غرور وتعالي حنا بشر والأصل من طينة الساس لو قيل ساس الراس من راس عالي الله خلقنا أشكال وألوان وأجناس ولا جعل فينا ملاكٍ مثالي ما أحدٍ نزيه من الخطايا والأدناس ولا أحدٍ يظن إنه من النقص خالي وتجاوب الأمير خالد بن سعود مع الطلبات الكثيرة لقصائده الغزلية التي تناوب على طلبها جمهور الرجال وجمهور النساء، وقدم العديد منها أبرزها: (روحي الوجلة) و(حظ الحمام) و(ورد البساتين) ويقول في بعض أبياتها: لولاك يا ورد البساتين لولاك عندي غرامك فايضٍ مع مفيضه ما شفتني في واحة الشعر نساك أتعب عليه وينتظم لي قريضه ليتك تشوف القلب لي حل طرياك خطرٍ يهج القلب من زود فيضه كذلك قصيدة ( حظ الحمام ) ومنها قوله : الشمعه اللي دمعها في يدي سال ذابت وداع وذاب قلبي عليها ليت الزمان اللي جمعني بها طال ويا ليتني ماشفت هزت يديها حرّتني وراحت وأنا حالتي حال قفّت ودمعتها على وجنتيها وداع يا من في خيالي لك آمال ما تنتهي مهما الزمن يعتريها وداع يا من بين الأجفان نزال حتى تقوم الشمس من مغربيها دنيا بدونك كلها هم واحمال غير الكآبه والحزن ويش فيها إضافة إلى ذلك ألقى الشاعر العديد من روائعه وأبرزها (عقد الاسرار- حقيقة وخيال - لولا جمالك – يازين – بدرٍ تجلى – وا عذاب العين – يا صاح - غزه – يا ساري المزن). ثم ألقى قصيدة ( الروح ميلافة ) : لاصارت الروح ميلافه والنفس ولهى ومشعوفه والقلب منهوب بحيافه والخل يشكي من ظروفه شب المولع على قافه واستظهر الوجد من جوفه يذبح وينحر على شفافه لواعج الشوق بحروفه كله لجل عين غريافه ربيبة الحسن غطروفه ممشوقة العود هفهافه هضيمة البطن ملهوفه فيها من الغصن واعطافه تفاعل الحضور مع الأمسية الطول واللين وقطوفه وفيها من الظبي واوصافه عينه وجيده وسرجوفه عزيزة النفس عيافه عن هافي الطبع مصروفه غضيضة الطرف عفافه بالثقل والعقل موصوفه تاخذ من الليل واذلافه الصمت والستر والروفه وتاخذ من الصبح ألطافه النور والبشر والنوفه والصب رجواه خوافه من قاسي الوقت وصروفه كمّله والاجفان رفافه ماشاف منها ولاشوفه صحيح مافي الهوى رافه والعشق بلواه معروفه تدخل لح القلب واشغافه تعبث بسوداه وتلوفه كم واحد راح سولافه ساقه هوى البيض لحتوفه بعض المقادير روافه وبعض المقادير مكلوفه عقب نهاية الأمسية قدم الدكتور محمد الرصيص مساعد رئيس جمعية الثقافة والفنون درعاً تذكارياً لنجم الأمسية الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير تقديراً لاستجابته لدعوة الجمعية، وتم تكريم الجهات الإعلامية والجهات التي ساهمت في تنظيم ونقل الأمسية، كما قامت بعض الجهات بتكريم الأمير خالد بن سعود الكبير. من أجواء الأمسية: •صرح الأمير خالد بن سعود الكبير ل (خزامى الصحاري) بأن مشاركته هذا الصيف ستقتصر على هذه الأمسية، وذكر بأنه قد قدم اعتذاره عن جميع الدعوات التي قُدمت له. •توقف الأمير خالد بن سعود في مُنتصف الأمسية للترحيب بالفنان المعروف خالد عبدالرحمن، الذي حظي بترحيب حار من قِبل الجمهور. •أشاد الدكتور محمد الرصيص بالأمسية وبشاعرية الأمير خالد الكبير، وذكر ل (خزامى الصحارى) بأنه فكرة رعاية الجمعية لمسابقة شعرية فكرة مطروحة وإن كانت لا تزال في طور النقاش. •جهد كبير بذله الأستاذ فهيد الدوسري مقرر لجنة التراث وأعضاء اللجنة في سبيل إنجاح الأمسية. •قامت قناة (الساحة) بتغطية الأمسية فضائياً. •الشاعر والإعلامي الكبير راشد بن جعيثن والمؤرخ والباحث المعروف محمد القويعي كانا في مُقدمة الحاضرين للأمسية.