بمناسبة اكتمال عامه التسعين، وبحضور عدد كبير من المفكرين والأدباء والمثقفين أقام مجمع اللغة العربية بدمشق ندوة احتفالية استعرض فيها عدد من أعضاء المجمع المراحل التي مضت من عمر هذا الصرح الكبير. د. مروان محاسني رئيس المجمع وصف المناسبة بالتاريخية على قلوب كل العرب، وتحدث المحاسني عن بدايات تأسيس مجمع اللغة العربية في 8 حزيران 1919، والجهود التي قام بها العلامة المرحوم محمد كرد علي مع زملائه لتأسيس المجمع، وأكد المحاسني أن الأعلام الذين وضعوا اللبنات الأولى للمجمع كانوا أذهانا نيّرة مؤمنة بعروبة طال انتظار بزوغ شمسها، وعدهم عبقريات عربية صرفة، ومنارات مُتلألئة في بحر دامس من التتريك، ولفت المحاسني إلى أن كل محاولات التتريك لم تنل من اللغة العربية في المحاكم الشرعية، وحلقات التدريس في المساجد والمنابر، وبالتالي فإن الشعب السوري لم تنقطع جذوره بلغته العربية. وقدر المحاسني في سياق حديثه الدور الكبير للمفكر محمد كرد علي الذي حارب لتثبيت الهوية العربية على الدولة السورية الناشئة، وأشار أيضا إلى الجهود الكبيرة التي بذلها المجمعيون لإيجاد البدائل العربية المناسبة لكل المصطلحات التركية اللغوية، التي كانت سائدة بعد خروج العثمانيين من بلاد الشام وجهودهم أيضاً في الوقوف أمام سعي الفرنسيين لجعل لغتهم بديلاً من التركية في سورية ودعمهم للدكتور رضا سعيد مؤسس الجامعة السورية أن يكون التدريس باللغة العربية وليس بغيرها. وحذر المحاسني من أن هناك تيارات خفية من نوع جديد تعصف اليوم بأدمغة شبابنا ومثقفينا، الذين تنكروا للغتهم ليعطوا كل الاعتبار للغة واحدة، تحاول أن تفرضها العولمة على جميع المجتمعات. أما الدكتور مازن المبارك فقدم عرضا للظروف الصعبة التي مر بها المجمع في أثناء التأسيس والجهود الكبيرة والخيرة التي قام بها علي رضا الركابي رئيس أول حكومة عربية اتجاه التعريب في كل الميادين، وعد المبارك أن اللغة العربية تواجه تحديا حقيقيا، وطالب جميع المعنيين ببذل الجهود للحفاظ على هوية هذه اللغة.