تتعثر المفاوضات الأمريكية الإسرائيلية حول السلام في الشرق الأوسط التي ترتكز على تجميد المستوطنات، وإقامة الدولة الفلسطينية، وترتب على هذا التعثر فشل المباحثات التي عقدت في نيويورك بين المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل وبين وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بسبب التعنت الإسرائيلي الذي عبر عنه إصرارها على عدم تجميد المستوطنات اليهودية واستمرار البناء فيها والأخذ بمبدأ النمو الطبيعي لها، وتكرر هذا الفشل في لندن بين الرجلين المتفاوضين لأن التفكير الإسرائيلي يرمي إلى الحصول على السلام مع الفلسطينيين بدون مقابل، وقوبل ذلك بالرفض الأمريكي المطلق لما عرضه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بوقف جزئي لبناء منازل جديدة داخل المستوطنات اليهودية لعدة أشهر مع الاستمرار في بناء آلاف المساكن بها التي هي تحت الإنشاء. أكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر على ضرورة أن تكون سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكثر وضوحاً وحسماً إزاء المستوطنات اليهودية التي تمارسها إسرائيل فوق الأراضي الفلسطينية، وكذلك فيما يتعلق بهدم المنازل الفلسطينية وبقضية القدسالشرقية.. وكشف تقرير حول المستوطنات اليهودية أصدرته مؤسسة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط التي يرأسها السفير فيليب ولكوش عن أن تجميد المستوطنات اليهودية يجب أن يقترن بإزالة هذه المستوطنات وإخلائها من المقيمين بها كأساس لبسط السيادة الفلسطينية على أراضي الدولة التي ستقام في إطار حل الدولتين. أوضح من ناحية أخرى الخبير الأمريكي -في قضية المستوطنات اليهودي جيفري ارونسون الذي أعد التقرير- أنه إذا تابع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قضية تجميد المستوطنات اليهودية فيجب عليه أن يوضح ويحدد آلية التنفيذ والمراقبة الدقيقة بكل ما يترتب على ذلك من فرض العقوبات الصارمة على إسرائيل في حالة عدم التزامها بالتنفيذ، على أن تكون هذه العقوبات أكثر قوة وحزماً من تلك التي فرضتها الإدارة الأمريكية في عهد جورج بوش الأب القاضية بوقف تقديم ضمانات القروض لإسرائيل أعلن من الرباط أن الملك محمد السادس تلقى رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما يخبره فيها دعوته للفلسطينيين والإسرائيليين إلى حتمية الوفاء بالتزاماتهما لمصلحة السلام وقد عبر الملك محمد السادس باعتباره رئيس لجنة القدس عن امتنانه لهذا الموقف الأمريكي الذي يعبِّر عن صدق وجدية واشنطون تجاه الحل السلمي الفلسطيني الإسرائيلي. ومن جهة أخرى أعلنت كارين أبوزيد المفوضية العامة لوكالة الانروالغوث لللاجئين الفلسطينيين أن إسرائيل وافقت على دفع تعويضات مقابل مبانٍ ومقار الأممالمتحدة التي دمرت في الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة.. هذا الاعتراف الإسرائيلي بالعدوان الذي يعني ارتكابها إرهاب الدولة يستدعي بالضرورة تقديم التعويضات عن كل ما سببته من دمار وخراب في قطاع غزة ولا يستقيم منطقياً أن تعوض الأممالمتحدة عما لحق بها من دمار وحدها ولا يعوض غيرها من دمار نزل بها من العدوان الإسرائيلي عليها. إن الموقف الأمريكي ضد التعنت الإسرائيلي ليس موقفاً فريداً عبر عنه بضرورة استبدال رئيس الوزارة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لأنه يرفض التفاهم ويصر على المواقف غير المنطقية وإنما هناك موقفاً دولياً ضد التعنت الإسرائيلي جسده طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من رئيس الوزارة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يستبدل وزير الخارجية افيجدور ليبرمان بعد أن ثبت بالدليل القاطع عدم وجود وزير للخارجية في إسرائيل يؤدي مهام منصبه، بعد أن اتفق المجتمع الدولي على رفض التحدث مع افيجدور ليبرمان لما يتصف به من عنصرية جسدتها بوضوح الحملة التي أجراها حزب إسرائيل بيتنا ضد المواطنين خلال الانتخابات الأخيرة للبرلمان «الكنيست» وطالبت صحيفة هآرتس رئيس الوزارة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة استبدال وزير الخارجية افيجدور ليبرمان لأن وجوده على قمة الدبلوماسية الإسرائيلية يفقد هذا الدور الدبلوماسي دوره وفعاليته في العلاقات الدولية مما يجعل من ولاية افيجدور ليبرلمان في وزارة الخارجية تلحق الضرر بالمصالح السياسية الإسرائيلية. لم تكن فرنسا هي الدولة الوحيدة الرافضة التعامل مع زعيم إسرائيل بيتنا افيجدور ليبرمان على رأس الهرم الدبلوماسي الإسرائيلي فهناك العديد من الدول الغربية الأوروبية ترفض التحدث معه بسبب تهديداته وأقواله الفظة كما أن الإدارة الأمريكية عبرت عن استيائها منه بعد أن قام بعرض خط سياسي بديل يرمي إلى تعزيز التعاون بشكل استراتيجي مع روسيا كنوع من الاتجاه المضاد لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما غير أن هذا التوجه الذي يقوم به افيجدور ليبرمان انهار بصورة محرجة له منذ اللحظة الأولى وتجلى ذلك بأن موسكو قبل أن تدعو وزير الخارجية افيجدور ليبرمان إلى روسيا أرسلت وزير خارجيتها سيرجي لافروف للقاء زعيم حماس خالد مشعل، وأكدت صحيفة هآرتس بأن الوضع الدولي المعقد الذي تتواجد فيه إسرائيل عند بدء مفاوضاتها مع الفلسطينيين وربما مع السوريين أيضاً تجد نفسها في حاجة ماسة إلى كل دعم يمكنها الحصول عليه من المجتمع الدولي. إن استبدال وزير الخارجية افيجدور ليبرمان بوزير خارجية آخر يجد الأبواب مفتوحة ومرحبة به من كل عواصم العالم إلى درجة أنه أصبح مطلباً دولياً لتعذر التفاهم الدبلوماسي اليوم مع إسرائيل في ظل التعنت والجنون الذي يقوم به وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي افيجدور ليبرمان، من الصعب أن يتخذ رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قراراً بعزل وزير خارجيته افيجدور ليبرمان لأنه لا يختلف عنه في التعصب والتعنت والجنون لانتمائه هو الآخر إلى حزب تجمع الليكود اليميني المتطرف الذي يرفض السلام ويطالب بالسيطرة.