هل قرأتم عن مواطن سعودي وصل مطار دبي ومزّق جواز سفره هناك وطلب الالتحاق بمجموعة ابن لادن ؟ . الخبر يُشير إلى أن الشاب عند وصوله مزق جواز سفره وطلب من سلطات المطار أن يوصلوه إلى باكستان ليلتحق بتنظيم القاعدة الإرهابي ويلحق بركب أسامة بن لادن. وقامت السلطات المختصة في مطار دبي بالاتصال بالقنصلية السعودية وجرى استلام الشاب، وتبين أنه يعاني من مرض نفسي وغير مسؤول عن تصرفاته ، وذلك حسب ما أعلنته صحيفة "الرياض" الأحد . وقد أصدرت له القنصلية السعودية تذكرة سفر مرور سعودية وتم ترحيله إلى المملكة. مسؤولو الجوازات عندنا لا شك حريصون على اتباع كل النظم ووسائل الاحتراز لإصدار وثيقة السفر للبالغ الراشد ، أو لغير البالغ بمعرفة وإقرار ولي أمره أو ولي أمرها . لكنني أجد نفسي متسائلا عن وجود أو تطبيق تحفّظ آخر واحتياطات تضمن أن طالب جواز السفر سليم العقل وقادر على مواجهة مفاجآت السفر ، نفسيّا وعقليا . وسهولة تطبيق هذا الإجراء في أن يجلس مختص من مسؤولي الجوازات إلى جانب ضابط استلام نماذج الطلب ، ويرى صاحب الطلب أمامه رأى العين ، وسيجد إشارات أو علامات دالة على نفسية المتقدم ، فيؤجل التسليم لحين انجلاء الأمر من أهل أو أولياء أمره . وقد يظهر أن المتقدم مريض نفسيّا فعلا ، وغرضه من السفر العلاج أو الراحة ، وهذا من حقه كمواطن ، لكن يجب أن تتأكد الجوازات من وجود مرافق يتحمل مسؤوليته ، أو علم ذويه بسفره ووجهته . ولم يعد خافيا على المسافرين في أوربا أن الفنادق المحترمة تتردد في قبول الضيف الجديد إذا بدا عليه السلوك الغريب ، أو الحالة غير الطبيعية نتيجة خلل فى قواه العقلية ، أو الإفراط في تناول الكحول ، رغم كونه يحمل إثبات الحجز المؤكّد ، لا لأنهم يخافون منه بل يخافون عليه أن يعمل بنفسه سوءا ، نتيجة عثرة أو سقوط تتدخل فيها الشرطة والإسعاف ، وهم ( أي أهل الفندق ) في غنى عن تلك المتاعب . وينطبق ذلك على شركات الطيران ، فهي لا تستلم مسافرا يلحقها تبعات أو مسؤولية . نعلم أن هذا أمر مفهوم لدى الجوازات عندنا وندعو لهم بالعون ، ومزيد من الحذر