وصف نائب الرئيس الهندي حامد أنصاري زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الهند بأنها زيارة تاريخية وتعتبر معلماً مهماً وبارزاً في مسيرة العلاقات بين نيودلهي والرياض، مشيرا الى ان المفاوضات اكدت على أهمية العلاقات الثنائية وقال بأن كل الجانبين ملتزم بتطوير وترقية هذه العلاقات. ووصف نائب الرئيس الهندي العلاقات بين المملكة والهند بأنها علاقات تعود إلى ما قبل نشأة جمهورية الهند وهي علاقات حضارية الجذور.. فهناك في مكة مكان يسمى «جبل هندي» الذي يمثل أساس العلاقة بين بلدينا. وأضاف نائب الرئيس الهندي بأن العلاقة بين المملكة والهند على الدوام اتسمت بالتميز والتفرد.. وقد عملنا جاهدين على مساعدة بعضنا البعض إلى المدى الممكن. وقال بأن هذه العلاقة تلقت دعماً وزخماً من التبادل الاقتصادي والتجاري حيث بلغ حجم التبادل التجاري قرابة 859 مليون دولار ولدينا نحو مليون ونصف المليون هندي يعملون في المملكة وأكثر من خمسة ملايين شخص في منطقة الخليج وهذه العلاقة ذات مردود طيب للجانبين وخلاصة القول بهذه العلاقة جوانبها الثقافية والتاريخية والسياسية والاقتصادية ونأمل بأن تمتد لتشمل بقية الجوانب التقنية والفنية والتكنولوجيا وخلافه. وشدد نائب الرئيس الهندي في مقابلة مع عدد من الصحفيين العرب بأن الإعلام يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز العلاقات بين الدول حيث إنه «الإعلام» يعمل كقناة للتواصل لتبادل الرؤى والأفكار والمفاهيم، وإذا ما أخذنا كل ذلك فيمكنني القول بأنه لدينا علاقات تتسم بالحيوية والنشاط. وحول سؤاله عن العلاقات الهندية العربية قال نائب رئيس الجمهورية بأنه على الدوام العلاقات جيدة وإن شابها في بعض الأحيان شيء من الحساسيات تجاه قضايانا المشتركة ولقد عملنا جاهدين على مساعدة بعضنا البعض إلى المدى الممكن امتداداً من آسيا إلى شمال أفريقيا، وهناك أسس تاريخية راسخة لابد أن نطورها ونستثمرها لما فيه صلاح شعوبنا. وتطرق نائب الرئيس الهندي حامد أنصاري بأن العمالة الهندية في دول الخليج تنقسم إلى ثلاثة مستويات: عمالة غير مؤهلة وعمالة مؤهلة وعمالة عالية التأهيل ولابد من النظر إلى مشاكل كل فئة على حدة. صحفيون من الوطن العربي مع نائب الرئيس الهندي وعند التطرق إلى مشاكل العمالة الهندية في المنطقة قال لابد من الرجوع إلى القوانين والأحكام التي تنظم العلاقة بين العامل وصاحب العمل، وفي هذا الصدد نأمل بأن يلتزم صاحب العمل بالوفاء بالتزاماته تجاه عمالته وأناشد القطاع الخاص أتباع الأحكام الرئيسية الصادرة من الدول في سائر أنحاء العالم والتقيد بها سواء كان ذلك في الهند أم أي دولة أخرى. وشدد نائب الرئيس الهندي على إفشاء السلام في منطقة الشرق الأوسط وقال بدون السلام لن تكون هناك تنمية أو استقرار في العالم أجمع ومنطقة الشرق الأوسط افتقدت للسلام لفترة طويلة من الوقت وجاء الوقت الذي لابد فيه من حل عادل لقضايا المنطقة، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكننا التوصل لهذا الحل العادل.. ليس هناك خلاف على ضرورة الحل ولكن الخلاف حول الآلية، والدور الهندي في هذه القضية ليس مركزاً ولكنه دور مساعد لأننا لسنا في موقع يسمح لنا بفرض كلمتنا على الجميع.. هناك دول أخرى في العالم لها من القدرات ما يسمح لها بفرض الحل.. آراؤنا واضحة ودعمنا لمبادئ التسوية العادلة واضح ومعلن ولابد للحل العادل أن يستند لقرارات الأممالمتحدة الشرعية والدولية. وحول سؤاله عن الإرهاب قال فخامة نائب رئيس الجمهورية الهندية بأن الإرهاب عمل لا يقره عقل وعمل جبان ومتوحش.. الإرهاب ليس له وطن فهو يضرب في كل مكان وزمان وعليه فإن الجميع متفقون على ضرورة القضاء على الإرهاب حيث إن الإرهاب يستهدف الكل. وحول موقف الهند من القضية الفلسطينية والعراق قال فخامته بأن موقف الهند من القضية الفلسطينية ثابت وواضح ولابد من قيام دولة للشعب الفلسطيني وهذا الموقف منذ عهد الرئيس نهرو. وفيما يخص العراق اعتقد أن الوضع تحسن فالعراق مر بفترات سيئة والشعب العراقي يستحق أن ينعم بالاستقرار ودعمنا له غير محدود ولندع شعب العراق يقرر ما هو صالح له بدون تدخل من هذا الطرف أو ذاك.