بدأت فكرة برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي تظهر إلى النور في أعقاب زيارته (حينما كان ولياً للعهد) للولايات المتحدةالأمريكية ولقائه بالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وجاءت هذه الزيارة لتؤكد على عمق ورسوخ العلاقات والاحترام المتبادل بين البلدين وجاء البيان المشترك بمثابة إعلان عن بدء هذا البرنامج حيث تم الاتفاق على ضرورة تذليل العقبات وتسهيل إجراءات الدخول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية أمام المواطنين السعوديين خاصة الطلاب الذين يرغبون في مواصلة الدراسة أو استكمال تعليمهم بها مما أدى إلى صدور موافقة المقام السامي في الثاني والعشرين من شهر مايو عام 2005م على ابتعاث الطلاب لمواصلة دراستهم الجامعية والعليا والحصول على درجات علمية تلبي حاجة سوق العمل ومتطلبات التنمية في المملكة. واهتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه مسؤولية شؤون البلاد بالطلاب والدارسين وأعطى توجيهاته نحو تطوير برنامج للابتعاث يتميز بتنوع توجهاته ومدارسه العلمية والتقنية. ونظراً لاهتمام المملكة بتنويع مصادر الابتعاث والاستفادة من مدارسه المختلفة فقد تم التوسع في برنامج خادم الحرمين ليشمل بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ما يزيد على 27 دولة أخرى منها: سنغافورة، اليابان، نيوزيلندا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، النمسا، إيطاليا، هولندا، الصين، ماليزيا، كندا، أستراليا، الهند، فاتسعت بذلك دائرة الاستفادة وأصبح التنوع في مصادر التعليم يمثل حجر الزاوية في سياسة التعليم والابتعاث للخارج ويعبر عن فلسفتها ومنهجيتها القائمة على إعطاء الفرصة للطلاب المبتعثين للدراسة الجامعية والعليا في جامعات مرموقة ذات سمعة عالمية. وقد مر برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي منذ إنشائه وحتى الآن بخمس مراحل كانت الأولى والثانية قد شهدتا توسعاً كبيراً في ابتعاث طلاب مرحلة البكالوريوس أما بالنسبة للمراحل التالية فقد تم التركيز على ابتعاث طلاب الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه وكذلك طلاب الزمالة الطبية والطلاب المبتعثين للبرنامج الطبي في مرحلة البكالوريوس وبعد مرور أربعة أعوام منذ بدء البرنامج تكون المراحل الأربع الأولى قد انتهت تماماً وبانتهائها يكون البرنامج مع بدء مرحلته الخامسة قد استوعب في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها نحو (16956) مبتعثاً ومبتعثة بما يمثل الذروة القصوى في تاريخ الابتعاث إلى أمريكا من بينهم (16720) مبتعثاً ومبتعثة يدرسون حالياً وليبلغ إجمالي عدد المبتعثين والمبتعثات الذين تشرف عليهم الملحقية الثقافية في أمريكا من كافة برامج الابتعاث والدراسة نحو (19206) مبتعثاً. ويعد برنامج خادم الحرمين الذي تشرف عليه وتنفذه وزارة التعليم العالي أكبر برنامج ابتعاث في تاريخ المملكة ومن المتوقع ان يستفيد منه ما يزيد على (50000) مبتعث ومبتعثة منهم نحو عشرين ألفاً بالولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها. وقد خصص للبرنامج منذ بدء تنفيذه ميزانية قدرها 15,7 مليار ريال أنفق منها 5,7 مليارات ريال خلال العام الجاري وتشير الاحصاءات ان إجمالي عدد المبتعثين والمبتعثات الذين تم ابتعاثهم في هذا البرنامج منذ البدء وحتى الآن بلغ نحو (43764) مبتعثاً بما يعادل 70,6% من مجمل عدد المبتعثين والمبتعثات على نفقة الدولة كافة والبالغ عددهم نحو 61969 مبتعثاً. وتؤرخ الملحقية الثقافية السعودية بواشنطن لبدء إشرافها الفعلي على هذا البرنامج بوصول الطالب عبدالله بن صالح العيسى يوم الثلاثاء الرابع من شهر رجب عام 1426ه الموافق التاسع من شهر أغسطس عام 2005م كأول مبتعث لهذا البرنامج. وقد بدأ البرنامج يقطف ثماره من الخريجين ففي عام 2008م قامت الملحقية بالاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من هذا البرنامج وكان يبلغ عددها 236 خريجاً وخريجة. وها هي الملحقية الآن تحتفل بتخريج الدفعة الثانية من خريجيها والذين يبلغ عددهم نحو 535 خريجاً وخريجة.. وسوف تستمر الملحقية في تكريم خريجيها عاماً بعد عام ومنحهم الميداليات التذكارية وجوائز التفوق تعبيراً عن فرحتها وبهجتها بهم واعتقاداً منها بأن الجهد والعطاء والاخلاص في العمل والدراسة يستحقان كل تكريم.