بدأت في مدينة سرت الليبية امس القمة الثالثة عشرة للاتحاد الأفريقي بحضور نحو 48 رئيس دولة وحكومة عضوا بالاتحاد لبحث العديد من الموضوعات وأبرزها تحويل مفوضية الاتحاد إلى سلطة اتحادية ، وموضوع الاستثمار في الزراعة من أجل تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية. وافتتح القمة العقيد الليبي معمر القذافي رئيس الاتحاد الأفريقي بكلمة تناول فيها مختلف المسائل المتعلقة بالتعاون في إطار الاتحاد وعلى الصعيدين الدولي والإقليمي. من جانبه ثمن أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في كلمة له اختيار "موضوع الاستثمار في الزراعة للتنمية الاقتصادية والأمن الغذائي" عنوانا لهذه القمة مما يعكس استجابة ذكية لاحتياجات حقيقية للمجتمعات الأفريقية. وأكد موسى رؤية القذافي حول تداخل الفضاءات العربية والأفريقية وتكاملها ، مشيرا إلى أن المصالح واحدة وتحديات تنمية الإنسان والمجتمع في القارة الأفريقية والعالم العربي متشابكة في معظم مفرداتها. وتشارك مصر في القمة بوفد يرأسه رئيس الحكومة أحمد نظيف. وكان مبارك سيشارك في القمة حيث غادر وفد مصري القاهرة متوجها إلى طرابلس منذ أربعة أيام إلا أن نظيف غادر دون الإعلان عن سبب اعتذار مبارك عن السفر. وحاول القذافي جذب الانظار عبر دعوة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى القمة لكن تم الغاء هذه الزيارة في اللحظة الاخيرة. وفي ما يبدو انه نكسة ثانية للزعيم الليبي، الغى رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني زيارته قبيل افتتاح القمة قائلا ان سبب ذلك هو كارثة انفجار القطار الذي كان ينقل غازا مسيلا في فياريدجيو شمال غرب ايطاليا. وكان من شأن حضور احمدي نجاد ان يطغى على المواضيع المدرجة على جدول الاعمال لا سيما مشروع الزعيم الليبي اقامة "حكومة افريقية" الذي يريد الدفع به باي ثمن خلال ايام القمة الثلاثة. وكان الدبلوماسيون الاوروبيون الموجودون في سرت كمراقبين التقوا بعد ظهر الثلاثاء للبحث في موقف مشترك يتخذ عبر مغادرة القاعة، في حال ادلى الرئيس الايراني بتصريحات عنيفة. ووصل الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا المدعو الرسمي للاتحاد الافريقي. وستستعرض القمة ايضا الازمات السياسية والنزاعات التي عصفت خلال الاشهر الماضية بالقارة الافريقية من موريتانيا الى الصومال مرورا بالنيجر ومدغشقر وغينيا بيساو. وعشية اللقاء ضم الاتحاد الافريقي الى صفوفه مجددا موريتانيا التي علقت عضويتها في المنظمة اثر انقلاب اغسطس 2008 مشيدا ب "العودة الى النظام الدستوري" اثر تشكيل حكومة وحدة وطنية.