خطت كل من هيئة الري والصرف بالاحساء وجهاز التنمية السياحية والآثار بالمحافظة خطوات هامة نحو جذب المزيد من السياح إلى الاحساء، وذلك عبر توقيع اتفاقية لتهيئة أكبر وأشهر ثلاث عيون للماء في كبرى الواحات الزراعية في العالم، وذلك في شراكة تعد نموذجية بين جهازين حكوميين، وستصب هذه الاتفاقية حتماً في صالح الوطن والمواطن، وتسبق هذه الخطوة مرحلة الاستثمار في تلك المواقع لتضاف إلى المعالم السياحية التي تزخر بها الواحة. وتم توقيع الاتفاقية بين مدير عام هيئة الري والصرف بالاحساء المهندس أحمد بن عبدالله الجغيمان والمدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار بالمحافظة علي بن طاهر الحاجي الأسبوع المنصرم في مبنى إدارة هيئة الري. وأكد المهندس الجغيمان أن من شأن هذه الاتفاقية أن تحول العيون الثلاث إلى عناصر جذب سياحي حقيقية وتزيد عدد السياح في المنطقة بإذن الله. من جانبه أكد الحاجي أن توقيع الاتفاقية يأتي امتداداً لمذكرة التفاهم الموقعة بين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم عام 1424 ه، وأضاف أن الهيئة العامة للسياحة حريصة على توفير أعلى مستوى من الخدمات للسائح، كما كشف الحاجي عن بعض الجوانب التي تتضمنها الاتفاقية، حيث سيتم تهيئتها من قبل هيئة الري والصرف بإنشاء الخدمات الضرورية كدورات مياه، والجلسات العائلية، والاستراحات، والمطاعم، وإعادة تصميم الأسوار لتحمل الطابع المعماري للأحساء، مضيفاً أن هيئة الري وبعد الانتهاء من تهيئتها ستطرحها للاستثمار. كما ثمّن الحاجي الروح التعاونية لهيئة الري والصرف وعلى رأسها المهندس الجغيمان، مبيناًً أن الهدف من هذه الاتفاقية هو توفير مواقع سياحية مهيأة لتلبية احتياجات الزوار، كما تمثل دعم لمنظمي الرحلات السياحية من خلال إيجاد وجهات سياحية لتدرج ضمن برامجهم التسويقية. وفي إطار جهده لاستغلال أي موقع تتوفر فيه السمة الجاذبة، نظم جهاز السياحة والآثار بالمحافظة وبالتعاون مع جمعية البطالية الخيرية في عين الجوهرية (إحدى أشهر عيون الماء في الواحة) حفل لوفد الإعلام السياحي الذي زار الاحساء قبل أشهر قليلة، وقد حظي الحفل بإعجاب الإعلاميين والمدعوين الذين رأوا في خطوة جهاز سياحة الاحساء خطوة في اتجاه خلق فرص سياحية واعدة. يذكر أن الاحساء تحتضن العديد من عيون الماء التي تتبع هيئة الري والصرف، إضافة إلى مئات العيون الأخرى في الاستراحات الخاصة، والتي سيصدر تنظيم قريب لها، بحيث يتم تطويرها إلى نزل ريفية. وتشهد هذه العيون إقبالاً كبيراً من قبل الأسر والأفراد صيفاً وشتاءً، ففي فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة، يبحث الكثير عن العيون هرباً من حرارة الطقس ولقضاء وقت ممتع في برك السباحة. وفي فصل الشتاء، يحرص بعض كبار السن على السباحة في البرك الساخنة التي يشتهر بها الجزء الشمالي من الاحساء، ويؤكد حينها أولئك المسنون بأنهم يشعرون بالراحة في مفاصلهم وبقية عظامهم التي أنهكها الزمن.