لقي عاملا بناء يوم امس حتفهما تحت أنقاض سقف مسجد عمارة بن شبيب بحي (91ب) الذي انهار جزء التوسعة الملحقة به. وانتقلت فرق الدفاع المدني والدوريات الامنية والهلال الأحمر الى الموقع لمباشرة الحادث ورفع الانقاض، وإخراج العاملين من هناك. ووفقاً لنور الدين هنيدي نصر - عامل سوري 47 عاماً - احد شهود الحادثة، انه كان واثنين من زملائه يشرفون على «الصبة الخرسانية المسلحة» لسقف توسعة المسجد، وفور انتهاء العملية، ومغادرة شاحنات الخرسانة للموقع، عند الساعة التاسعة صباحاً، نزل ثلاثتهم الى اسفل السقف داخل التوسعة للمعاينة. فاكتشفوا إحدى الدعامات الحديدية وقد انثنت قليلاً، فخرج مباشرة لاحضار دعامة حديدية، من خارج المسجد، بينما بقي العاملان داخل التوسعة، فانهار السقف عليهما بالكامل. ورجح نورالدين هنيدي ان السبب في انهيار السقف هو سماكة الخرسانة على الجسور، وعدم تحمل الجسور لكل الثقل الناتج من السقف. واشار هنيدي إلى ان زميليه العاملين السوريين الآخرين هما: مصطفى نصر (40 عاماً) واب لأربعة أطفال، وسامر حسون (37 عاماً) واب لطفلين. وقال مواطنون من اهل الحي وجماعة المسجد ان المتسبب في هذه المأساة هو مقاول المشروع، الذي لم يكن مستعداً لانجاز المشروع بشكل جيد، فالاعمدة قليلة. كما اشاروا الى تأخر رجال الدفاع المدني في الوصول وعدم حضور الآليات والرافعات في وقت مبكر، خصوصاً - والحديث لاهل الحي - وان نوعية الحادث وطبيعته تستلزم ذلك. من جهته اكد العقيد عبدالله بن عبدالرحمن الخشمان مساعد شؤون العمليات بمديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية - المتواجد والمشرف على الموقع ان انتقال فرق الدفاع المدني كان مباشرة فور وصول البلاغ وتمت دراسة الموقع في وقت قياسي، وتحديد المداخل والمخارج، في ظل صعوبة المنطقة المحيطة بالمسجد كونها منطقة رملية، ومعها يصعب وصول الآليات والرافعات، الا ان كل ذلك تم في سبيل رفع الانقاض ومحاولة اخراج العاملين من تحتها. واوضح العقيد الخشمان ان رجال الدفاع المدني قاموا بإزالة اطنان من الحديد المسلح، والعمل جار لازالة الخرسانة، وسوف تشكل لجنة من الجهات المعنية للتحقيق في الاسباب التي ادت الى انهيار السقف. وتوقع العقيد الخشمان ان السبب ربما يكون في سوء التدعيم للسقف، مشيراً في الوقت ذاته الى ان هذه الحادثة لها حوادث مشابهة سابقة لمساجد أخرى. كما نفى العقيد عبدالله الخشمان تأخر فرق الدفاع المدني في الوصول الى الموقع، او في حضور الآليات والرافعات، مؤكداً ان الوضع صعب ولابد ان تستغرق ازالة الانقاض وقتاً، لاسيما وان هناك عاملين تحت الانقاض، فكل عملية ازالة او رفع للانقاض، لابد وان تكون محسوبة ومدروسة.