يعد مشروع تطوير العلوم والرياضيات الذي يتم تطبيقه في بعض المدارس الحكومية بمنطقة الرياض، واحداً من ثمار مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم. وأكد عدد من المعلمات وأمهات الطالبات ل(الرياض) خلال الجولة الميدانية لإحدى مدارس "التجريب" التي طبقت هذا المشروع لمعرفة مدى نجاحه، على أن التجربة أثبت نجاحها بكل المقاييس، مطالبين بتعميمها على كافة مدارس المملكة بمختلف مراحلها وتنوع مناهجها. وقالت في البداية منسقة المشروع في وحدة التخطيط والتطوير بوزارة التربية والتعليم الأستاذة حنان البلوي إن القائمين على المشروع حريصون على تطبيق التجربة المعربة للنسخة الأمريكية لعام 2009م من شركة "ماكروهل"، مع مراعاة المعايير الإسلامية في التعاملات المالية في مجال الرياضيات، وكذلك بعض الصور لتوائم ثقافة مجتمعنا العربي والإسلامي، مشيرة إلى أن هذا المشروع يعد الأحدث عالمياً في مجال العلوم والرياضيات، القائم على مفهوم السلاسل العلمية والمعرفية، وفق إستراتيجية حديثة تشجع على البحث والابتكار، وتنمي الدافعية للتعلم، مبينة أنه تم نقل التجربة للمعلمين والمعلمات في مدارس التجريب، بعد عدد من البرامج الإعدادية التي خضع لها مشرفو ومشرفات الوزارة من مندوبي الشركة لشرح تلك السلاسل، وآلية تطبيقها. وأضافت أنه تم اختيار عشر مدارس حكومية للأولاد والبنات منها ست مدارس في المرحلة الابتدائية، وأربع للمرحلة المتوسطة بمنطقة الرياض، وذلك حسب معايير معينة تتمثل في مدى استعداد، وتأهيل وتجهيزات، تلك المدارس لخوض التجربة، موضحة أنه تم تطبيق التجربة على الصف الأول والرابع الابتدائي، والأول متوسط، وبعد نجاحها سيتم تعميمها في جميع مدارس المملكة العام المقبل. تجربة مخيفة ولم تخف ل(الرياض) مديرة المدرسة ال (74) الأستاذة نوره التركي تخوفها من عدم نجاح تجربة تطبيق المشروع، معللة ذلك بعدم توفر الوعي التام لديهن، وتوفر آليات تطبيقها بالشكل السليم، بحكم أنها جديدة. وقالت على الرغم من تأخر وصول المناهج الدراسية، إلا أن مجرد التفكير في الوصول بالطالبات إلى مستوى أفضل، جعلنا نقبل على التجربة بقوة وإصرار، مؤكدةً على أن المعلمات بذلن جهداً كبيراً في هذا المشروع مع مشرفات الوزارة. نجاح المشروع أنتج عبقريات من جهتهن، أكدت معلمات العلوم والرياضيات بالمدرسة 74 نبيلة الهذيلي، و فاطمة الغامدي، وسهير بخاري، على أن ثمار البرنامج بدت واضحة على مستوى تقدم الطالبات بمادتي الرياضيات والعلوم رغم حداثة البرنامج. ولفتن إلى أن بعض الطالبات وصلن إلى مرحلة من النبوغ العقلي لدرجة الموهبة في الإبداع والاختراع، مشيرات إلى أن هذا ما نتمناه فعلاً لطالباتنا وبناتنا من أن يحققن تلك المستويات المتقدمة في التفكير، والنقاش، والوصول إلى الحلول العلمية بطريقة شيقة، وبكمية كبيرة من المعلومات، والمعارف، نتيجة لعملية البحث والاستقصاء، وإعداد المشروعات الدراسية أثناء تحضيرهن للمواد. ولم تستطع والدة سهام البدري أن تخفي غبطتها بهذا المشروع وكون ابنتها من أوائل الطالبات اللاتي خضن التجربة، مؤكدةً على أن مستوى ابنتها الدراسي تغير للأفضل، وأنها أصبحت تقبل على الدراسة من دون متابعة، مشيرةً إلى أن ابنتها أحضرت سبورة، ودأبت على تدريس نفسها وإعداد واجباتها كل يوم دون تدخل أو مساعدة من أحد أفراد الأسرة. النتائج مذهلة من جانبهن، قالت والدتا لينا الدوسري وآية الكاشف انه على الرغم من أن تحضير بناتنا لمادتي العلوم والرياضيات، يستغرق منهن وقتاً كبيراً، إلا أننا نجد مُتعة كبيرة عند النظر إلى صغيراتنا مع رحلة البحث بين الكتب والمراجع والبحث التقني عن طريق استخدام الإنترنت. إلى ذلك، تمنت والدة العنود الحسين تعميم فكرة هذا المشروع وتطبيقه على كافة المواد الدراسية، مؤكدةً على أنه يساعد في تحفيز الطلاب والطالبات على الإبداع والابتكار، وأنه يمنحهم ثقة بذاتهم. وتوافقها الرأي والدة العنود آل تويم، مؤكدةً على أنها لاحظت فرقاً شاسعاً في مستوى التحصيل الدراسي لابنتها خلال الفصلين الدراسيين الأول والثاني. وأرجعت تدني مستوى ابنتها الدراسي وقلة حماسها لمادة الرياضيات بعد أن كانت تحبها بشغف وتهوى تحضيرها، إلى ظروف انتقالهم إلى منزل آخر أجبرهم على نقل ابنتهم العنود من مدرستها التي كانت تطبق البرنامج إلى مدرسة أخرى لا تعتمد التجربة، وتمنت أن يطبق البرنامج في جميع المدارس وأن لا يتم حصرها على مدارس معينة للتجريب.