يقال إن وزارة الصحة لن توظف مستقبلا الفنيين المتخرجين من المعاهد الصحية، وسيقتصر تعيين الفنيين على خريجي البكالوريوس، وهذا الخبر إن صح فستقفل المعاهد الصحية وعددها يربو على المائة أبوابها، وهذا يمثل بالطبع كارثة لأصحاب هذه المعاهد إذ سيخسرون كل ما استثمروه فيها، أما خريجو هذه المعاهد فسيجدون أنفسهم في الشارع ضحية للفراغ القاتل الذي غالبا ما يقود إلى إدمان المخدرات، وفي حالة عدم تعيين خريجي المعاهد فإنّ وزارة الصحة لن تجد العدد الذي تحتاجه من خريجي البكالوريوس، فهناك فيما أعرف سبع كليات صحية في الرياض ومثلها في جدة، وستجبر على استقدام ما تحتاجه من الفنيين حملة البكالوريس من الخارج، وهذا لم يعد سهلا كما كان في الماضي فالفلبينيون وهم أكثر الجنسيات المطلوبة للتمريض تتنافس عليهم دول كثيرة وخاصة في اوروبا وهم يجدون مغريات هناك أكثر مما يجدونها في السعودية، أي أن المتضرر الأكبر هو وزارة الصحة نفسها، والتخطيط السليم كان يقتضي أن تعطى هذه المعاهد فرصة لتتحول إلى كليات وهو ليس بالأمر الشاق العسير، والى أن يتحقق ذلك، وهو قد يحتاج إلى دعم من الحكومة، فإن على الوزارة أن تنظم دورة تأهيلية لخريجي المعاهد الصحية تتيح لهم أن يتساووا في معلوماتهم وكفاءتهم مع حملة البكالوريوس، وبذلك سننقذهم من البطالة وفي نفس الوقت سنكسب فنيين سعوديين سيتحولون مع الزمن والتدريب إلى فنيين يتفوقون في الخبرة والمهارة على الفنيين الأجانب، ونأمل من الوزارة ألا تتخذ في المستقبل قرارات ارتجالية غير مدروسة مثل هذا القرار الذي أصدرته.