اعلن البيت الابيض الاربعاء ان الرئيس باراك اوباما لم يغير رأيه حيال انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية المقرر في 30 يونيو بالرغم من الهجمات التي ادت الى مقتل 150 شخصاً خلال الاسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو قال لاوباما ان الجدول الزمني للانسحاب سوف يحترم. واضاف غيبس "اعلم ان الرئيس عقد اجتماعات ويواصل عقد اجتماعات اخرى للتأكد من اننا نحقق بما فيه الكفاية من التقدم السياسي على الارض". واوضح ان "الجنرال اوديرنو قال: ان اعمال العنف تقلصت بشكل كبير خلال الاشهر الماضية وانه واثق كي يتقدم الى الامام". وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان لدى اوباما شكوك حول الانسحاب المقرر في 30 يونيو وما اذا كان قد بحث هذا الامر مع السلطات العراقية، اجاب المتحدث "لا، لا". وفي اطار الاتفاق الأمني الموقع في نوفمبر 2008، يجب ان تغادر القوات الامريكية المدن العراقية هذا الشهر. فبعد هذا التاريخ، لن يبقى سوى عدد قليل من القوات الامريكية التي ستتولى مهام تدريبية واستشارية، فيما سينتقل معظم جنودها الى قواعد اخرى بعيدة عن المدن، وفق الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن. ولن يسمح للقوات الامريكية بعد ذلك بدخول المدن الا بطلب من قوات الأمن العراقية عند الحاجة لدعم في التصدي للاضطرابات، او تنفيذ عمليات اخرى. واعرب القادة الامنيون العراقيون عن ثقتهم في قدراتهم واستعدادهم لتوفير الأمن للبلاد، لكنهم حذروا من تصاعد للهجمات واعمال عنف قد تحدث، تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية. واعلن وزير الداخلية جواد البولاني في مؤتمر صحافي في بغداد قبل ايام ان "الانسحاب لا يعني نهاية التحديات الأمنية" لكنه شدد على ان "قوات الأمن لديها القدرة على مواجهة هذه التحديات". لكن لا تزال هناك تساؤلات حول مدى استقرار الوضع الأمني بشكل دائم في البلاد، خصوصا بعد التفجيرات التي وقعت قرب مدينة كركوك (شمال) ومدينة الناصرية (جنوب) وادت الى مقتل اكثر من مئة شخص، خلال الايام الماضية. من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الهجمات السابقة والتي تعد الاكثر دموية في العراق منذ 16 شهرا، محاولة من القاعدة لتقويض الثقة في قوات الأمن العراقية واثارة الانقسام الطائفي في البلاد.