حذر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي امس من ان النظام الايراني لن يتراجع في وجه احتجاجات المعارضة بسبب نتيجة الانتخابات الرئاسية وسط تزايد التوترات بين طهران والغرب. وقال خامنئي "في الاحداث الاخيرة المتعلقة بالانتخابات، اكدت على ضرورة تطبيق القانون، وساواصل التأكيد على ذلك. ولن يتراجع النظام او الشعب بالقوة". وياتي تصريحه كاحدث مؤشر على ان النظام الديني لن يتسامح مع الانشقاق الذي حدث عقب اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رغم موجة الاحتجاجات العامة والشكاوى بان الانتخابات التي جرت في 12 حزيران/يونيو شابها التزوير. وفي اخر رد فعل دبلوماسي على ما وصفته ايران بانه تدخل غربي، قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان طهران تدرس امكانية خفض مستوى علاقاتها مع بريطانيا. وجاءت تصريحاته بعد ان اقدمت حكومتا البلدين على طرد دبلوماسيين، في حين وجهت طهران اصابع الاتهام للندن بسبب العنف الذي ساد الشوارع عقب الانتخابات. واتهمت طهران بريطانيا التي وصفها خامنئي بانها اكثر اعداء ايران "شرا" بالتآمر ضد الانتخابات وتصعيد الاضطرابات. وهاجم وزير الداخلية الايراني صادق محصولي الولاياتالمتحدة وقال ان مثيري الشغب يتلقون تمويلا من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة التي تعمل من المنفى. ورفضت ايران الغاء نتيجة الانتخابات التي اعادت الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد الى السلطة، الا ان المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي مدد امس فترة دراسة الشكاوى المتعلقة بالانتخابات خمسة ايام اخرى. وكثفت ايران قمعها لزعيم المعارضة مير حسين موسوي حيث اعتقلت موظفي الصحيفة التابعة له وشنت الصحف المتشددة هجمات عنيفة عليه امس بعد ان تعهد بمواصلة حملته ضد الانتخابات الرئاسية التي تسببت في اضطرابات في الجمهورية الاسلامية. ولا يزال التوتر يخيم على شوارع طهران، الا ان الهدوء ساد امس بعد يومين من قيام مئات رجال مكافحة الشغب المسلحين بالهراوات الحديدية بقمع المتظاهرين من انصار المعارضة والقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. من ناحية قرر المرشح المحافظ في الانتخابات الرئاسية الايرانية محسن رضائي سحب الشكوى التي تقدم بها ضد نتائج الانتخابات لتضمنها "تجاوزات" مبررا خطوته بصورة خاصة بالمهلة غير الكافية التي حددتها السلطات للنظر فيها. وافاد رضائي في رسالة وجهها الى مجلس صيانة الدستور "اشعر ان من واجبي، كواحد من جنود الثورة والزعيم والشعب، ان ابلغكم بانني اتخلى عن متابعة الشكوى التي تقدمت بها". كذلك برر رضائي قراره في الرسالة بان "الوضع السياسي والامني والاجتماعي في البلاد دخل مرحلة حساسة وحاسمة اكثر اهمية من الانتخابات". وحث موسوي انصاره على مواصلة الاحتجاجات ولكن مراعاة "ضبط النفس" لتجنب مزيد من سفك الدماء فيما دعا مرشح رئيسي اخر هو مهدي كروبي الى اعلان الحداد اليوم على القتلى من المتظاهرين. واعتقلت السلطات الايرانية حوالى 25 صحافيا وموظفا في صحيفة موسوي، على ما افاد احد اعضاء هيئة تحرير الصحيفة امس . وافادت الشرطة في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية الايرانية عن مداهمة مكتب الصحيفة مؤكدة العثور فيها على "وثائق تثبت وجود مؤامرة ضد الامن القومي". على ذات الصعيد قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها شكلت منعطفا كبيرا جدا في تاريخ الثورة والبشرية، وان الشعب صوّت في الانتخابات لصالح "عزة وتقدم واقتدار ايران". ونقلت وكالة "مهر" الايرانية شبه الرسمية للأنباء الرئيس الايراني قوله خلال استقباله مساء الثلاثاء جمعا من نواب مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان)، ان الانتخابات الرئاسية "منعطف كبير جدا في تاريخ الثورة والبشرية". وأضاف أن "الشعب صوّت في الانتخابات الاخيرة لصالح عزة وتقدم واقتدار وأخوة وتضامن ومحبة ايران". واعتبر أن "صفة العالمية هي من الخصائص البارزة للثورة الاسلامية"، مضيفا أن "الثورة تحدت النظام الحاكم في العالم وقوّضت الهيمنة الاستكبارية وحطمت لحد الآن هيمنة واحتكار نظام السلطة في المجالات السياسية والعلمية والنظرية".