أذكر تلك الدعوة التي تلقيتها من الهيئة العُليا لتطوير منطقة الرياض لحضور حلقة نقاش لتبادل الآراء والخبرات حول إيجاد موقع (مُرادف) للعاصمة يُخفف عنها بعض الأحمال بعد أن كاد الاختناق يُصيب تقريباً كل شيء بسبب التوسع الهائل للمدينة والهجرة من المحافظات والبلدات القريبة منها وحتى من المناطق البعيدة عن المركز من أجل البحث عن فُرص عمل أوعلاج متخصص أو الدراسة في الكليات العسكرية وغيرها من المناشط التي لا تتوفر إلا بها مما سبب ضغطاً شديداً على الخدمات الضرورية التي تتطلبها معيشة الانسان فالتنقل على المحاور والطرق الرئيسة والفرعية مثلاً بات أمراً يُحسب لهُ الف حساب جرّاء اكتظاظها بالمركبات ليل نهار ، والطلب على الكهرباء تجاوز طاقة الانتاج وكذلك الماء وتوفير المساكن اللائقة كما أن الطوابير الطويلة تجدها في كل مكان الأمر الذي أدى الى فقدان الآلاف من الساعات التي يفترض أن تُقضى في مواقع العمل والانتاج. طُرِحتْ في حلقة النقاش عدة آراء تمثلت في البحث عن رديف للعاصمة الرياض يكون قريبا منها وتتوفر فيه المواصفات المطلوبة مثل توفر المساحات المثاليّة للتطوير العمراني بأقل التكاليف ووفرة الماء كمصدر غير ناضب ، وبنية تحتيّة يُمكن تحديثها وتطويرها المهم أن تكون المدينة الرديف قابلة لاستيعاب ما لا يقل عن أربعة ملايين نَسَمة في المستقبل، تم استعراض عدّة محافظات قريبة من الرياض ومرتبطة بها إدارياً وتمّتْ مُراجعة مقوماتها فوجد الخُبراء أن مُحافظة الخرج(70 كيلا جنوبالرياض) هي الرديف المثالي بشرط أن يوقف المدّ العمراني تجاهها وكذا شمال الخرج تجاه الرياض حتى لا تلتصق المدينة بالمحافظة فتزداد المُشكلة تعقيداً واشتُرط ربط الرياضبالخرج بقطارات سريعة ترددية على مدار الساعة وبهذا يمكن العمل في الرياض والسكن في الخرج أو العكس، ما الذي حدث بعد رفع هذه التوصيات ؟؟ لا أدري. اليوم ما هي أحوال الخرج ذلك الموقع الاستراتيجي بعد كل هذه السنوات من هذا الطرح ؟؟ بكل أمانة حال لا تسر فمن يُصدق أن موقعا كهذا يمر به المسافرون للإمارات العربية المتحدة وعُمان واليمن هذا غير القوافل العسكرية ووجود المصانع الحربية وأكبر قاعدة جويّة بالمملكة وموطن أضخم مشاريع ألبان في الشرق الأوسط لا يوجد به طرق دائريّة تسلكها المركبات والشاحنات العابرة للشمال تجاه العاصمة أو الجنوب تجاه الحوطة ووادي الدواسر وعسير ونجران واليمن أو الشرق تجاه الخليج العربي؟؟ الطرق ليست القطاع الوحيد البائس فهناك الكثير من الاحتياجات المُلحّة لتأهيل محافظة الخرج لتكون الرديف للعاصمة الرياض فلنبدأ الآن حيث الفرص لا تتكرر دائماً على حسب قول الشاعر: إذا أمكَنَتْ فُرصة فانهض لها عجلاً ولا تُؤخرْ فللتأخير آفاتُ بادر إذا حاجةٌ في وقتها عَرَضتْ فللحوائجِ أوقاتٌ وساعاتُ