الزمان: 1982-1983م المكان: مواقع تصوير مختلفة بولاية كالفورنيا الأمريكية الحدث: تصوير فيلم (منطقة الشفق) Twilight Zone : The Movie كل المؤشرات تدل على أن هذا الفيلم سيكون جيداً، فالفيلم لا يخرجه شخص واحد كمعظم الأفلام، بل أربعة مخرجين يتشاركون في إخراجه، كل منهم يقوم بعمل فيلمه القصير الخاص المعتمد على أحد قصص المسلسل الكلاسيكي القديم الذي يحمل نفس عنوان الفيلم وتم انتاجه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. المخرجون الأربعة هم (جون لانديس، ستيفن سبيلبيرج، جو دانتي، جورج ميللر) شاركوا جميعاً باستثناء الأخير في بإنتاج الفيلم. كانت أمور التصوير تجري بسلاسة وترتيب أراحا الجميع لكن يوم الثالث والعشرين من يوليو من عام 1982م غيّر كل شيء. خلال تصوير الجزء الخاص بالمخرج جون لانديس كان المشهد المقرر تنفيذه ذلك اليوم يصور رجلاً في حرب فيتنام مع طفلين تتم مطاردتهم من قبل طائرة هليكوبتر على ارتفاع منخفض، خرجت الأمور عن السيطرة خلال تفجير فريق الفيلم لأحد المتفجرات بجانب الهليكوبتر مما تسبب باختلال توازنها فأخذت تدور بسرعة حول نفسها لتسقط متحطمة على الأرض بسرعة كبيرة. لم يكن سقوط الطائرة وإصابة طاقمها برضوض خفيفة هو ما فجع الفريق، كانت المأساة أن الطائرة سقطت على الممثل فيك مورو وطفلين معه أعمارهما 6 و 7 سنوات كانوا يجرون أمام الطائرة خلال مشهد المطاردة متسببة في قطع رأس مورو وأحد الطفلين بينما قضى الطفل الآخر بسبب تحطم جسم الهليكوبتر عليه . ألقت حادثة تحطم الطائرة ومقتل الثلاثة بظلالها على الفيلم وأخباره فتناقلت وسائل الإعلام الحدث التراجيدي وعمت أخباره المعمورة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث انتقلت "مأساة توايلايت زون" (وهذا هو المصطلح الذي اشتهرت به الحادثة لاحقاً) من الصحف والتلفاز إلى أروقة المحاكم بسبب وجود الطفلين في موقع التصوير ليلاً وهو أمر مخالف لعدد من الأنظمة آنذاك بل زاد الأمر سوءاً أن أحد الطفلين لم يكن من الطاقم الرسمي للتمثيل، استمرت المحاكمة لما يقارب العقد من الزمان وغيرت تلك المحاكمة عدداً من القوانين حول إشراك الأطفال ليلاً في مشاهد المؤثرات الضخمة في هوليوود. كما أن الحادثة أرعبت هوليوود فتجنبت معظم الشركات استخدام الهليكوبتر في مشاهد خطرة لعدة سنوات، ولم يعودوا لمشاهد الهليكوبترات إلا مع ظهور تقنيات الرسم الثلاثي الأبعاد في عقد التسعينيات مما جعلهم يستغنون عن الهليكوبترات الحقيقية بأخرى رقمية يستخدم الكمبيوتر في تصميمها. أما على المستوى الشخصي فقد كانت الحادثة سبباً في انتهاء صداقة المخرج لانديس مع المنتج والمخرج ستيفن سبيلبيرج. بالإضافة إلى أن معظم المشاركين تأثروا كثيراً بالفاجعة مما حدا بمخرج مساعد ثانٍ لأحد مقاطع الفيلم بالمطالبة بعدم وضع اسمه في قائمة فريق العمل وطالب باستخدام الاسم الوهمي الشهير (آلان سميثي) بدلاً منه، وكان له ما طلب. تم طرح الفيلم في قاعات السينما بعد أن تكلف ما يقارب العشرة ملايين دولا لكنه استطاع أن يجلب أكثر من 30 مليون دولار كأرباح. كما حظي الفيلم بمراجعات نقدية متنوعة لكن بشكل عام كان هنالك احتفاءً بالجزءين الذين أخرجهما المخرجين الأقل شهرة جو دانتي وجورج ميللر بينما كان تلقي عمل المخرجين الأشهر لانديس وسبيلبيرج متوسطاً.