ليس بيننا وبين بلوغ المونديال للمرة الخامسة على التوالي سوى تجاوز منعطف كوريا الشمالية الصعب جداً، إذ بات الأمل متعلقا بتجاوز هذا الفريق القوي والمنافس بشراسة على انتزاع البطاقة الثانية من بين مخالب الصقور السعودية، فالفريق الضيف في حضوره الأول للرياض لن يكون لقمة سائغة لأصحاب الضيافة، فهو الذي جرعنا مرارة الخسارة بين أنصاره في مباراة الذهاب بهدفين من دون رد، وهو الذي قدم عروضاً فاقت كل التوقعات والترشيحات التي جعلته الحلقة الأضعف بين فرق المجموعة قبل انطلاق التصفيات، وهو الفريق الذي يسعى لبلوغ المونديل للمرة الثانية في تاريخه بعد أن حضر للمرة الأولى في مونديال انجلترا 1966، وهذه المعطيات تحتم على نجوم منتخبنا ومدربهم الناجح حتى الآن بيسيرو أن يتعامل وفق نظرية كل الاحتمالات التي تعطي كل طرف الحق في الحصول على نقاط المباراة أو اقتسام نتيجة اللقاء. فالفريق المقابل يجب احترامه والعمل داخل الملعب على تحقيق الفوز مع إبعاد مقولة أن الكوريين لا يمكنهم مجاراة منتخبنا متكئين على فارق الخبرات والانجازات التي تمنحنا الأفضلية على الورق وقبل المباراة. في لقاء هذا المساء لا عذر لجماهيرنا التي زفت فريقها إلى أربعة مونديالات سابقة وكانت بالفعل هي الرقم الصعب في تلك الانجازات التي قدمتنا للعالم بصورة مختلفة عن الصورة الذهنية النمطية التي عرفنا بها البعض. يعرف الجمهور دوره كثيراً، فاليوم نتفق على دعم "الأخضر" وتنحية باقي الألوان، اليوم يحضر "الأخضر" المنتخب برونقه الجميل مخضباً بشعار التوحيد الدائم وتتوارى خلفه ألوان باقي الأندية، اليوم لا خيار لنا إلا أن نقف مع اللاعبين؛ فياسر ونور وشهيل وعبدالغني لا يلعبون بأسماء أنديتهم، ولهذا يجب أن يكون الدعم والتشجيع لهم جميعاً وليس واحداً دون الآخر. اليوم فرصة تاريخية لجماهيرنا لتذكيرنا بحضورهم الطاغي في مباراتي الكويت وأوزباكستان قبل بلوغ مونديال ألمانيا 2006، وفرصة حقيقة لأن يقدم هذا الجمهور بدعمه الصورة المثالية عنه باعتباره جمهوراً لا يألو جهدا في دعم كل ممثلي الوطن وفي مقدمتهم المنتخب السعودي. مباراة الليلة مفصلية في كل شيء وفرصة ذهبية للرد على من حاول أو يحاول تعطيل مسيرة منتخبنا بشتى الوسائل إن كان هذا المعطل داخلياً أو باعتباره طرفا خارجيا، فهو أحد ممثلي القارة الأكبر في اربعة مونديالات سابقة، وهو أحد فرسان الرهان في البطولات القارية إن كان على صعيد المنتخبات بفئاتها كافة، أو على صعيد الأندية. خاتمة إذا كنا نشدد على الدور الجماهيري في الدعم والمساندة فإنه حري بنا أن نهمس في أذن كل مشجع أن يتعامل بشكل حضاري قبل المباراة واثنائها وبعدها وهنا يكمن بيت القصيد، ففي حال تأهل منتخبنا بمشيئة الله يجب أن تعكس الاحتفالات الوجه الحضاري لنا وألا يكون هذا الفرح مدعاة لمضايقة الآخرين في الطرقات وأماكن العمل والتعرض للآخرين بما يجلب لهم التعاسة. فالفرح حق مشروع للجميع لكن الاعتداء بأشكاله كافة مرفوض وغير مبرر.