"بإمكانكم مُساعدة جمعيّة الأطفال المعوقين عبر برنامج إقامة وعطاء ، عند رغبتكم بالتبرع سيتم إضافة 5 ريالات على الفاتورة الإجمالية. في حالة الرغبة بالمشاركة يُرجى التكرّم بإبلاغ الموظف المختص، شكراً لكم"، هذا النص ورد في (بانفلت) وضعته إدارة أحد الفنادق الكُبرى بالعاصمة الرياض في جميع الغرف وبمتناول جميع النزلاء، وهذه المبادرة المُبتكرة تُضاف إلى مبادرات إنسانية كثيرة ومُتجددة الأفكار مثل استخدام رسائل الجوال للتبرع لصالح مرضى الفشل الكلوي أواقتصاص ريال واحد عن كل عملية سحب أموال من مكائن الصرف الآلي المنتشرة في طول البلاد وعرضها وغيرها من المبادراتِ التي يسرت فعل الخير ولم يبق إلاّ التفاعل والتبرع دعماً لهذه الفئات التي تحتاج إلى رعاية خاصّة تُكلّف الأموال الطائلة مما يستدعي ابتكار الوسائل الجالبة لتبرعات أهل الخير بشكل مُستمر فما الذي يُضير نُزلاء هذه الفنادق فيما لو تم إضافة مبلغ خمسة ريالات على فواتيرهم التي قد تصل أرقامها إلى أربع خانات؟؟ أو بعث رسالة جوّاليّه تُكلّف عشرة ريالات تذهب لصالح مرضى الفشل الكلوي في الوقت الذي يصرف فيه البعض مبالغ طائلة في التحدّث بالجوال وقد تكون معظم محادثاتهم على شاكلة ( كيف الحال وكيف الأولاد ، وأين ستذهبون هذا الصيف، ومنين اشتريتِي الفستان ..) وهكذا من سواليف، ولن تُكلّف شيئاً يُذكر رسالة يبعثها الإنسان وهو مُتكئ على الأرائك وصغاره يزهون أمامه بأتم الصحّة والعافية بينما تنغرسُ المحاقن في أوردة مرضى الفشل الكلوي للغسيل ثلاث مرات في الأسبوع هذا للقادرين على العلاج فكيف بالمعوزين ومن لا تقبلهم المراكز أو المشافي الحكوميّة المجّانيّة؟؟ قيل إن السعادة هي ذلك الشعور المريح الذي يغمرك عندما تُدخل البهجة إلى قلوب الآخرين، فما بالك عندما يكون أولئك الآخرون من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الأمراض المُزمنة أو الذين لا يستطيعون توفير الحليب لصغارهم أو الطعام لجائعهم ؟؟ يقول الروائي والكاتب المسرحي الانجليزي سومرست موم بأننا ننشأ وفي اعتقادنا أن السعادة في الأخذ ثم نكتشف أنها في العطاء، فلا تبخلوا في العطاء لتتقاسموا السعادة مع الآخرين.