مع الكم الكبير من القنوات الفضائية تصبح احيانا المتابعة خالية من التركيز المحدد لقنوات معينة، فيكون السيد «الريموت كنترول» تحت ضغط كبير وهائل للبحث عن اهتمام المشاهد الذي تملكه بين يديه، ولكن رغم البحر الهائل من الفضائيات إلا أن هناك فضائيات استطاعت أن تحافظ على كم كبير من المشاهدين في أوقات زمنية كبيرة نظرا لجودة ما تقدمه أو للشطارة الإعلامية والإعلانية لهذه القنوات في جذب المشاهدين!! هنا تصبح وفي أحيان كبيرة البرامج المميزة في بعض القنوات مظلومة بشكل كبير، لان الكم يطغى على الكيف، فليس الأمر قنوات معينة وإنما مئات القنوات، حيث لاحظنا على سبيل المثال ان الوهج الذي كان عليه تلفزيون المستقبل اللبناني خصوصا على مستوى الخليج لم يعد بذلك التميز لظروف عديدة وان كنت اعتبر ان ارتفاع مستوى التنافس هو السبب الحقيقي، وعلى العكس نجد ان الفضائية اللبنانية LBC ورغم الانخفاض الذي حدث لها نجدها تحافظ على جزء كبير من مكانتها بين المشاهدين الخليجين، واكبر شطارة إعلامية وإعلانية قامت بها هذه القناة هي على سبيل المثال إعلانها الجمعة الماضية فوز المتسابق السعودي المفاجئ في برنامج ستار أكاديمي الذي لم يعد يحظى باهتمام وجذب السعوديين كما كان في دوراته الأولى، ولكن بإعلان فوز السعودي غير المتوقع مطلقا تستطيع القناة بالمستقبل ان تحيط نفسها باهتمام الشريحة المهمة من مشاهديها بالسعودية وتراهن في الوقت نفسه من نجاح البرنامج في دوراته القادمة خصوصا مع اشتداد المنافسة في قطاع الاتصالات السعودي وأتاحت بعض الشركات الجديدة الفرصة لتصويت المشاهدين المربحة بالملايين، ولا تذهبوا بعيدا في الشطارة الاعلامية عند الحديث عن قناة «الآن» المغمورة والتي ببرنامج جرئي عن السعوديات بشكل أسبوعي استطاعت ان تجذب السعوديين كل سبت وبإعلانات ضخمة وحملة علاقات عامة كبيرة!! شخصيا المس باستمرار شطارة إخوتنا اللبنانيين على مستوى التسويق والعلاقات العامة، فمن سنوات طويلة ارتبطت بعلاقات مميزة مع أشهر معدي ومقدمي البرامج التلفزيونية، لأنهم يقدرون أهمية النقد والإشادة وعكسها عند تناول ما يقدمونه ويأخذونه بمنظار جاد ويطورونه، عكس الكثيرين من الإعلاميين السعوديين، تجد علاقتهم بالإعلام لا تتعدى ما يقدمونه للمشاهدين وإشادة الأهل والأصدقاء!! ما دعاني للحديث عن أهمية التسويق والعلاقات العامة في الوقت الحالي الشديد المنافسة للبرامج والقنوات المميزة، إنني لمست وعن قرب المهنية والحرفية الإعلامية للزميل احمد القحطاني المذيع بقناة «الاقتصادية»، حيث اكتسبت من خلال حلولي ضيفا عليه أبعادا أخرى من الحوار التلفزيوني الراقي، وبدون مجاملة يستطيع القحطاني ان يرغم الضيف على الحديث بنسق متوازن رغم اختلاف محاور برنامجه، واستغربت بالفعل ابتعاد الإعلام ووهجه عنه،بالرغم من أحقيته للنجومية التي حظي بها الكثيرون والذين لايقل عنهم، وبصراحة قلت له وببساطة، يا أخي «خليك لبناني» بالاستفادة من شطارتهم التسويقية والإعلامية لكي تأخذ المكان والنجومية التي تستحقها، هو وزميلاه المعدة المتميزة لطيفة القاضي والمعد الشاطر والاشهر والصحفي المميز الزميل عضوان الاحمري والذي ننتظر الخطوة القادمة لكي يتوج نجوميته في الإعداد والصحافة بإطلالته وبتميز كمحاور تلفزيوني. فتقديم البرامج الجيدة للأسف حاليا يحتاج لحملات تسويق وعلاقات عامة في ظل طغيان البرامج التافهة والساقطة، فهل يستفيد السعوديون من شطارة إخوانهم اللبنانيين، أتمنى ذلك خصوصا ان الأمر بسيط وليس معقداً !!