لا يمكن شراء السعادة بالمال ولا أحد يعرف ذلك أفضل من جاك ويتاكر الذي فاز وحده بأكبر جائزة يانصيب في تاريخ الولاياتالمتحدة. ولا يمكن وصف تجربة ويتاكر بأقل من أنها غيرت مجرى حياته ولكن ما يدعو للاسف أن الجانب الاكبر من هذا التغيير لم يكن للافضل. وسرق اللصوص من ويتاكر (57 عاما) مئات الآلاف من الدولارات وأقيمت ضده دعاوى قضائية واتهم بالقيادة تحت تأثير الخمر وتوفيت حفيدته هذا الاسبوع ودفنت عشية عيد الميلاد بعد حوالي عامين من فوزه بالجائزة الكبرى. وقالت جيويل زوجة ويتاكر في مقابلة مع صحيفة تشارلستون جازيت «لو كنت أعرف ما الذي ينتظرنا لكنت قد مزقت ورقة اليانصيب». وبدأت المسألة برمتها كما لو كانت قصة خيالية عندما اشترى ويتاكر وهو مواطن أمريكي من مدينة سكوت ديبوت بولاية وست فيرجينيا ورقة اليانصيب بمبلغ دولار واحد من سوق تجاري. وتبين أنها فازت بمبلغ 314 مليون دولار. وحصل ويتاكر الذي كان بالفعل رجلا ثريا يمتلك شركة إنشاءات على 114 مليون دولار بعد دفع الضرائب. وشوهد ويتاكر على شاشات التليفزيون الامريكي وهو يستلم شيكا بمبلغ الجائزة وكان يبدو رجلا وقوراً بشوش الوجه يرتدي قبعة من قبعات رعاة البقر. وتعهد بالتبرع بعشر قيمة الجائزة إلى الكنائس ودفع ملايين أخرى للقضايا الخيرية. وأسس ويتاكر مؤسسة خيرية توفر الملابس والطعام للفقراء في وست فيرجينيا وشرع في بناء كنيستين وتبرع بملايين الدولارات لرجال الدين. ويقول محاميه إن إجمالي المبالغ التي تبرع بها وصلت إلى عشرين مليون دولار. ولكن مصير ويتاكر تغير بصورة درامية في آب(أغسطس) عام 2003 ولم يعد الحظ يلازمه مثلما كان الامر من قبل حيث سرقت حقيبة بها 545 ألف دولار من سيارته أثناء توقفها أمام ملهى. ورغم أنه نجح في استعادة المبلغ بمعاونة الشرطة فقد تسلطت الاضواء على جانب غير معروف من حياته بعد اكتشاف وجوده في هذا المكان المشين. وتواترت أنباء عن تردده بانتظام على هذا الملهى فضلا عن ولعه بالقمار. ولم تكن هذه السرقة سوى البداية بالنسبة لويتاكر حيث تعرضت سيارته ومنزله ومكتبه للسرقة واختفت مبالغ كبيرة من أمواله. ووقع ويتاكر للمرة الاولى في حياته تحت طائلة القانون عندما اتهم بالقيادة تحت تأثير الخمر ومثل أمام القضاء بتهمة حيازة سلاح بصورة غير مشروعة بل وصدر حكم بوضعه تحت المراقبة بتهمة الاعتداء على مالك حانة. ورفعت ثلاث نساء قضايا تحرش جنسي ضده وطالب رجلان بأن يدفع لهما تعويضات نظير ما لحق بهما من إصابات بعد طردهما من حانة بناء على طلبه على حد زعمهما. وعثر على جثة حفيدة ويتاكر وتدعى براندي براج (17 عاما) بجوار منزل صديق لها وكانت ملفوفة بأكياس بلاستيكية وأشارت تقارير إلى أن المخدرات كانت من أسباب وفاتها. وقال ويتاكر بشأنها ذات مرة «إنها حياتي» وكان قد أهداها ست سيارات بعد فوزه بجائزة اليانصيب. ومن المقرر أن يخضع ويتاكر للعلاج من إدمان الكحوليات بناء على أمر قضائي.