قال مسؤولون إن ثاني أكبر المدن السعودية ستمضي قدما في خطط تطوير قيمتها 170 مليار ريال (45 مليار دولار) بهدف تحويل جدة إلى مركز للتجارة والسياحة بمقدوره منافسة مدن أخرى في دول الخليج العربية. وقال ابراهيم كتبخانة وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع إن المدينة الساحلية مترامية الأطراف التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة تعاني من عدم كفاية البنية التحتية والتلوث ومناطق عشوائية ذات كثافة سكانية عالية ونقص مياه وعدم وجود نظام للصرف الصحي على مستوى المدينة بأسرها. وتعرضت المدينة التي كانت يوماً العاصمة الدبلوماسية لأكبر بلد مصدِّر للنفط في العالم للاهمال والتهميش على مدى العقدين الأخيرين. وتعاني المدينة الآن من انتشار الحفر في شوارعها والبالوعات التي كثيرا ما تطفح بمياه الصرف. وشهدت "عروس البحر الأحمر" كما يسميها أهلها - عدد سكانها يزيد لثلاثة أمثاله في 20 عاما - لأسباب منها العدد الكبير من الحجاج الذين يتجهون إلى مكة القريبة ثم يستقرون في جدة وفي كثير من الأحيان بشكل غير مشروع - في حين أخفقت الخدمات في مواكبة ذلك. وقال كتبخانة "لحل كل هذه المشاكل لا يمكنك الاكتفاء بنهج اطفاء الحرائق ... يجب ايجاد خطة واستراتيجية تفصيلية. هذا ما نقوم به. "معظم المدن تنمو نحو اثنين إلى ثلاثة بالمئة سنويا لكن معدل نمو جدة ارتفع إلى حوالي عشرة بالمئة سنويا." وقال كتبخانة مستعرضا خططا للقضاء على العشوائيات في غضون 20 عاما إن 25 في المئة من سكان المدينة يعيشون في مناطق عشوائية تشكل خمسة بالمئة من مساحة أراضي جدة. وبدأت خطط عقارية تهدف لتحويل عشوائيات المدينة إلى بنايات مرتفعة تتبلور بمشروع تباشره شركة دار الأركان للتطوير العقاري في وسط جدة. ويستكمل المشروع الذي يتضمن 15 مليون متر مربع (3700 فدان) من الوحدات السكنية والفنادق الفاخرة ومراكز التسوق على مدى خمس سنوات وتقدر تكلفته بما يصل إلى 50 مليار ريال. وأطلقت المملكة القابضة شركة الأمير الوليد بن طلال خططا لمشروع عقاري على مساحة 7.1 كيلومتر مربع العام الماضي بما في ذلك برج قد يصبح الأطول في العالم. ومن المتوقع أن تتكلف مشاريع المملكة القابضة 100 مليار ريال. وقال عادل الفقيه أمين محافظة جدة "في الآونة الأخيرة حدثت زيادة في الدعم المالي لميزانية جدة إذ توافر التمويل الكافي لاطلاق مبادرات كثيرة." وقال إن الطفرة الأخيرة في أسعار النفط مكنت المملكة من تدبير التمويل لمشاريع المدينة. ولم يتسبب التباطؤ المالي في تأجيل الخطط. وقال طارق فدعق رئيس المجلس البلدي في جدة إن ميزانية جدة للعام 2009 وصلت إلى 1.4 مليار ريال أي أكثر من مثلي مستواها قبل خمس سنوات. وتنفذ البلدية أيضا خطة نقل باستثمارات 20 مليار ريال تشمل شبكة للقطارات الخفيفة وحافلات ونظاما للنقل البحري على مدى الخمسة عشر عاما القادمة.