عاد موضوع رئاسة الاتحاد ليشغل الشارع الرياضي بعد أنْ هدأ لفترة جراء تأجيل الجمعية العمومية، وأسهم دخول أكثر من مرشح في سباق الرئاسة ليشعل الساحة الاتحادية التي باتت تترقب القادم لكرسي الرئاسة خلفا للمهندس جمال أبو عمارة الذي خلف منصور البلوي في رئاسة النادي قبل عامين. وشكل دخول عضو شرف النادي ورئيسه الأسبق طلعت لامي على خط المنافسة حدثا بحد ذاته في البيت الاتحادي؛ فهو يعتبر أحد صناع الإنجازات الاتحادية يوم أنْ حقق (العميد) في عهده ما عرف ب"ثلاثية القرن" وذلك في العام 1997م؛ حينما حصد بطولات الموسم الثلاث (الدوري، وكأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس ولي العهد). ومن الطبيعي أن يلعب دخوله في سباق الترشح قوة للجمعية العمومية المرتقبة، وقلقا للمنافسين في الوقت ذاته؛ فهو يملك كل المؤهلات التي ترشحه للعودة لكرسيه القديم؛ سواء من حيث تاريخه الرياضي الذي بناه من خلال عضويته الشرفية، وعمله السابق رئيساً للنادي، أو من حيث قوته المادية التي تجعله قادرا على تسيير نادٍ بحجم الاتحاد، وفضلاً عن ذلك فإنَّ لامي يمتلك شعبية كبيرة في الأوساط الاتحادية. وإذا كان دخول لامي حدثاً كبيراً في سباق الترشح للرئاسة، فإن ترشح الدكتور عبدالإله ساعاتي يعد منعطفا جديدا في الجمعية العمومية؛ فالدكتور ساعاتي من الأسماء الاتحادية البارزة لانتمائه لأسرة اتحادية معروفة؛ وليس ذلك ما يدعم موقفه وحسب؛ بل لأنَّ ساعاتي وهو الأكاديمي المعروف، والمؤرخ الشهير قد يأخذ كرسي الرئاسة الاتحادي إلى موقع جديد هو "إدارة التكنوقراط"؛ لاسيما وأنه قد يشرك في إدارته عددا من الأكاديميين، والمتخصصين. ومما يميز الحراك الاتحادي حول الجمعية العمومية المرتقبة هو دخول القانونيين في منافسة على كرسي الرئاسة، وذلك من خلال ترشح المحاميَّين عادل قاروب، وعادل جمجوم، ولعل دخول القانونيين يعتبر تماشيا مع التقليد العالمي في إدارة الأندية، إذْ يترأس عدد من القانويين أندية عالمية؛ كنادي برشلونة الإسباني الذي يترأسه المحامي الشهير خوان لابورتا، ونادي ريال مدريد الذي كان يترأسه المحامي رامون كالديرون. ويعتبر قاروب وجمجوم من جيل الشباب؛ فهما لايزالان في عقدهما الثالث، ما يعني أنهما يمثلان الجيل الاتحادي الجديد؛ المتسلح بالأفكار الجديدة، والرؤى المتطلعة نحو المستقبل. والمحامي عادل قاروب هو شقيق المحامي ماجد قاروب عضو لجنتي الاحتراف والانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويتميز بقربه في الوقت الراهن من الفريق؛ إذ تجمعه علاقات قوية مع عدد من الإداريين والشرفيين في النادي. أما المحامي عادل جمجوم فرغم أنه لايزال في مقتبل حياته المهنية؛ إلا أنه يعد من الأسماء القانونية البارزة اليوم في جدة؛ بالإضافة إلى أنه يعد من الأسماء الاتحادية المعروفة كونه عمل مشرفا لفريق السلة؛ فضلا عن كونه ينتمي إلى عائلة اتحادية عرفت بدعهما للاتحاد؛ إذْ يكفي أنَّ عائلة جمجوم قدمت رئيسين للاتحاد هما الدكتور عدنان جمجوم -رحمه الله- الذي تولى رئاسة النادي في ولايتين متباعدتين، والمهندس حسن جمجوم، وكلاهما سبق لهما أن ترأس المجلس الشرفي كذلك. ورغم دخول الرباعي في سباق المنافسة على كرسي الرئاسة؛ إلا أنَّ المراقبين ينتظرون إعلان الرئيس السابق منصور البلوي ترشحه للمنصب الذي تركه قبل عامين؛ في حدث أثار الكثير من اللغط في الوسط الرياضي، لأن دخوله سيجعل المنافسة أكثر اشتعالاً.