أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم ان القيادة الحكيمة والواعية من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله مكنت من تحقيق خطوات جادة وملموسة في مشروع بناء مجتمع المعرفة والصناعات المعرفية. واستشهد سموه لدى افتتاحه صباح أمس منتدى التقنيات المتقدمة 2009 نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ببعض المشاريع الناجحة التي تصب في هذا التوجه، ومن ذلك إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بما تحمله من رؤية وبرامج، الدعم الكبير لقطاع التعليم الفني والمهني والتقني ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام ومشروع الحكومة الإلكترونية والتوجه الكبير لإنشاء المزيد من الجامعات في المملكة، فضلاً عن ما أعلنته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من مخصصات قاربت الثمانية مليارات ريال للاستثمار في بناء منظومة العلوم والتقنية والابتكار في المملكة، وخطط ومشاريع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع. وقال سمو وزير التربية والتعليم لقد كان لي شرف الإسهام - مع نخبة من أبناء هذا الوطن، ومن خلال «مجموعة الأغر» في صياغة إستراتيجية وطنية للتحول إلى المجتمع المعرفي، وتقديمها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، إذ تقدم هذه الإستراتيجية رؤية مستقبلية للمجتمع المعرفي في المملكة قبل حلول 1444 ه ( 2022 م)، تعتمد على القدرة الوطنية للابتكار وكفاءة الإنتاج والتنافسية العالمية لتحقيق تنمية مستدامة من خلال بناء ثروة بشرية مبدعة، وتوفير بيئة تقنية متطورة، وإنشاء بنية تحتية حديثة ومحفزة . ومن هنا يتضح دور وزارة التربية والتعليم في بناء هذه الثروة الوطنية المبدعة، والتي تمثل ثروة الوطن الأولى، إذ تعد حجر الزاوية في منظومة التنمية. من جهته قال الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إن المملكة تبذل جهوداً كبيرة في سبيل التحول إلى مجتمع المعرفة عبر إحداث نقلة نوعية في منظومة العلوم والتقنية والابتكار، التي تعد بدورها من أهم ركائز السياسة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية التي أقرت وتم تخصيص ميزانيتها وصرف المبالغ لبعض مشاريعها في الآونة الأخيرة . وأشار الدكتور السويل إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المنتدى تأتي في إطار اهتمامه حفظه الله بدعم المنتديات والتجمعات العلمية التي تلعب دوراً في تشكيل وبلورة معالم النهضة العلمية والتقنية في المملكة، فضلاً عن ايجاد الحلول والتجارب العلمية العالمية الناجحة والاستفادة منها ومن خبراتها المتراكمة في هذا المجال. وأشار إلى أن منتدى التقنيات المتطورة الذي تنظمه المدينة يهدف إلى أن يكون اجتماعاً فريداً للخبراء والمختصين العالميين مع الخبرات الوطنية المعنية في المؤسسات الحكومية والخاصة المشاركة في تنفيذ الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية والابتكار، وعلى وجه الخصوص الناشطين في البرامج الثمانية الرئيسية والبرامج الأربعة والعشرين الفرعية والمشروعات العلمية التي انبثقت عنها، حيث يمكن من خلال هذا التجمع العلمي التعرف والتنسيق بين الجميع ومعرفة آخر التطورات العلمية الناجحة، لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات . وانطلقت جلسات منتدى التقنيات المتطورة عقب الجلسة الافتتاحية الرئيسية وسط حضور كبير من الخبراء والمتحدثين المحليين والعالميين بلغ عددهم نحو 45، فضلاً عن عدد من المهتمين والمختصين بهذا المجال، حيث يناقش المنتدى على مدى ثلاثة أيام نحو 28 ورقة عمل خلال سبع جلسات، فضلاً عن 15 ورشة عمل في اليوم الأخير . وتناولت الجلسة الثانية موضوع «المبادرات والابتكار في العلوم والتقنية» حيث قدم سمو نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود ورقة عمل تلقي نظرة عامة على خطة المملكة الإستراتيجية للعلوم والتقنية والابتكار، كما استمع الحضور إلى عرض للتجربة التركية في مجال مبادرات العلوم والتقنية قدمته الدكتورة نوكات يانيس رئيس مجلس البحوث للعلوم والتقنية في تركيا، تلتها ورقة عمل قدمها الدكتور هانس يورغ بولنجر رئيس فرونهوفر جيسلشافت الألمانية استعرضت مبادرات العلوم والتقنية في ألمانيا كواحدة من أفضل التجارب العالمية في هذا المجال . وتطرقت الجلسة الثالثة التي ترأسها المهندس هاني أبو خضرا المدير التنفيذي لتقنية المعلومات بشركة ارامكو، إلى موضوع «مبادرات رواد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات» حيث استعرض خلالها عدد من مسؤولي الشركات المحلية والعالمية شملت شركة انتل والهيئة العامة للاستثمار وآي بي أم ومايكروسوفت تجاربهم واستثماراتهم السابقة في تطوير قطاع تقنية المعلومات . واستهدفت الجلسة الرابعة التي عقدت برئاسة الأستاذ عبدالجبار بن عبدالرحمن العبدالجبار رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات بغرفة الرياض موضوع استثمار التقنية ورأس المال الجريء، حيث قدم الورقة الأولى الدكتور هوبيرتوس فون رايدسل نائب الرئيس لتنفيذي للنشر في شركة سبرينغر ساينس وتطرقت إلى تجربة الشركة في مجال تطوير التقنيات بواسطة الطباعة والنشر، في حين بحثت الورقة الثانية في مبادرات قطاع رأس المال الجريء لدعم الابتكار والتطوير وقدمها الدكتور كورنيليوس بويرش المؤسس لشركة ماونتن بارتنرز . وتناول المهندس فهد الحسين مدير مركز مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة إنتل للأبحاث اللاسلكية مبادرات المدينة وشركة إنتل لأبحاث الاتصالات اللاسلكية عبر الشراكة القائمة بين الطرفين في هذا المجال ومجالات أخرى، في حين استعرضت الورقة الرابعة والأخيرة في هذا اليوم مبادرات شركة الاتصالات السعودية للدكتور عبدالله الموسى مستشار رئيس الشركة . وتستأنف اليوم جلسات المنتدى حيث يقدم المتحدثين عدة تجارب ومبادرات في ثلاث مجالات تشمل مراكز الابتكار وحاضنات التقنية، مبادرات المؤسسات الرائدة في قطاع المياه والبترول والغاز والبتروكيماويات، وأخيراً مبادرات الجامعات في الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، في حين سيتم في اليوم الثالث والأخير للمنتدى استعراض خطط وأولويات التقنيات الاستراتيجية للمملكة. وسيتمكن المشاركون في المنتدى من الاطلاع على الطرق والوسائل والتجارب التي طبقت حول العالم وفي المملكة، ودور التقنيات الإستراتيجية الفعال في التحول إلى مجتمع المعرفة، كما سيتناول المنتدى دور قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كمحرك أساسي لتنمية العلوم والتقنيات الإستراتيجية. ويستهدف المنتدى مطوري وموردي الأجهزة التي يتم استخدامها في برامج ومشاريع الخطة الوطنية، والجهات المعنية بدعم الابتكار، إضافة إلى المدربين والمعلمين المسؤولين عن تنمية الموارد البشرية، والجهات المحلية والعالمية التي ترغب بالتعاون والمشاركة لتطبيق الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار.