** " عليك التمييز بين أصدقائك..لمعرفة الصادق والمتملق منهم..قبل أن تمنحهم ثقتك".. ** بهذه الكلمات "المثيرة" بدأت أول أيام الأسبوع.. ** وبهذا الاستنفار..حرك "الحظ" مشاعري وأشجاني..وأوجاعي.. ** فهو لا يضاعف شكوكي في الكثيرين من المحيطين بي..وبك..وبكل إنسان طيب قلب..وإنما ينكئ "جروحهم"..ويضاعف آلامهم..ويصيبهم بمرارة قاتلة..في الفم..وفي الإحساس على حد سواء.. ** عليك التمييز بين أصدقائك.. ** هكذا يقول (فقيه) الحظ.. وكأنه يستمتع بتعذيبك..وتعذيبي..وكأنه بذلك يوقد (جمرة) جديدة بين جوانحنا..بعد أن أتت جراحات الأمس على كل وجود لمن أسماهم الحظ العاثر أصدقاء..وكأنه نسي..أن صداقات هذا الزمن..هي جسور مؤقتة..يستخدمها الناس لكي يصلوا إلى ما يريدون..ويتمنون..ويرجون..فإذا تحقق لهم ما أرادوا..أزالوا هذا الجسر..وذهبوا إلى مكان آخر..إلى إنسان آخر..إلى "مغفل" آخر ليقيموا معه جسراً وهمياً آخر..وصولاً إلى هدف آخر.. ومطمع آخر..وأمل آخر.. ** ويقول الجزء الثاني: من نكتة الحظ.."لمعرفة الصادق والمتملق منهم".. وكأن هناك أصدقاء صادقون..وكأن هناك أصدقاء يحبونك لذاتك..ويريدونك لذاتك..ويسألون عنك لذاتك.. ** أما الحقيقة..فإنه لا وجود - في هذا العصر- إلا لصداقة "الكباري" و "الأنفاق" و "الدهاليز" المؤقتة..والأذكياء هم الذين لا يخدعون ببعض المظاهر الكذابة..والمسرحيات المثيرة..والتأوهات المضحكة.. ** الأذكياء هم الذين يتعاملون مع هؤلاء "الممثلين" الأغبياء بلا إحساس.. وبلا مبالاة..حتى لا يستمرئوا أدوارهم الهزلية ويواصلوا عروضهم السخيفة باستمتاع.. ** وما يؤلم أكثر.. ** وما يحزن أكثر.. ** وما يضحك أكثر.. ** أن يستخدمك هذا النوع "الهابط" من البشر كمحطة بنزين..يتزود فيها بالوقود..لينطلق هنا وهناك يسرح..ويمرح..وكله استغفال لمشاعرك..وضحك عليك..واستغلال لسجاياك المفطورة على حسن النية..وطيب النفس..وبراءة الإحساس..ونقاء السريرة.. ** والأكثر إيلاماً للنفس.. ** والأكثر تعذيباً للإحساس.. ** أن يكتمل المشهد..باسترقاقه لمشاعر عباد الله..واستدراج أحاسيسهم..وابتزاز عواطفهم.. لزيادة عدد الضحايا من المغفلين..والدراويش..والأغبياء..والمحكومين بغرائزهم..والاستمتاع بتعذيبهم..وتعليقهم..وفرض شروطهم عليهم.. ** غير أن الأقوياء من البشر..تصعب استمالتهم..أو التحكم فيهم..أو التأثير على عقولهم ومشاعرهم بنفس القدر الذي يحصل مع "السذج" و "البلهاء" المحيطين بهم..والمتعاملين معهم.. ** ومن الخير لهؤلاء وأولئك..أن يتعاملوا مع الناس كما هي طبائعهم.. وسجاياهم..وطبيعة شخصياتهم..وليس كما يريدون هم..أو كما يتصورون.. وإلا فإنهم سيجدون أنفسهم في العراء..بعد أن يكون رصيدهم الحسي والأخلاقي..قد استنفذ..ولم يعد هناك مكان لهم داخل مشاعرهم.. ضمير مستتر: ** [ كل موقف مرير..يتحول إلى تجربة قاسية..تؤدي في النهاية إلى إغلاق جميع الأبواب والنوافذ المفتوحة أمام الأمل في إصلاح الحال..]