أقدم مراهق على دق عنق والده بضربه بمطرقة وعتلة بعد أسابيع قليلة من تناوله لعقار مثير للجدل هو عقار بروزاك (Prozac) المضاد للاكتئاب، بناءً على وصفة طبية من طبيب عمومي. فقد أهوى إدوارد بلبن الذي كان في الخامسة عشرة من عمره على والده غاري بالعتلة والمطرقة مسدداً له ما لا يقل عن 30 ضربة قبل أن يغرس المدية في رأسه. وبعد ذلك هجم إدوارد على أمه تانيا التي يبلغ عمرها 43 عاماً بالعتلة المضرجة بالدماء وطعنها في وجهها بمقص قبل أن تنفد بجلدها فتفلت من موت محقق. و صدر بحق إدوارد الذي يبلغ عمره حالياً 17 عاماً حكما يقضي بإدانته بما نسب إليه من تهم بالقتل والشروع في القتل بعد أن استمعت هيئة المحلفين إلى أنه وقع في قبضة "رفاق السوء" وبدأ يتعاطى مجموعة متنوعة من المخدرات بما في ذلك حشيش القنب والكوكايين ونحوهما. بيد أن هيئة المحكمة أحيطت علماً أثناء مجريات المحاكمة بأن اثنين من الأطباء العموميين تجاهلا التعليمات الوطنية وضربا بها عرض الحائط فوصفا له عقاقير مضادة للاكتئاب ذات الصلة بمجموعة من الأعراض والآثار الجانبية التي تشمل الانتحار والعنف. وقد وصف له أحد الأطباء العموميين عقار سيتالوبرام (Citalopram) برغم أن صرف ذلك العقار لمن هم دون سن الثامنة عشرة قد تم حظره منذ عام 2003م. وعندما شكا إدوارد من الشعور وكأنه في "حالة حلم" وصفت له طبيبة عمومية جرعة يومية بمقدار 20 ملجم من عقار بروزاك ، وهو الوحيد المسموح بصرفه للأطفال برغم وجود تحذيرات بأن الجرعات الموصوفة من تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والثامنة عشرة ينبغي أن تبدأ بما مقداره 10 ملجم في اليوم. وفوق هذا وذاك، لم يحصل إدوارد على أي مساعدة من اختصاصيي الطب النفسي قبل أن يتناول العقاقير المتقدم ذكرها وذلك ما يتنافى مع التوجيهات الصادرة في عام 2005م من المعهد الوطني للتميز الطبي والعيادي والصحي وهي التوجيهات التي تقضي بوجوب ألا تكون العقاقير والأقراص الدوائية هي أول علاج يعطى لمن يعانون من الاكتئاب ممن تتراوح أعمارهم بين 12 – 18 سنة. ووصف إدوارد حالة صحته العقلية التي دفعته لارتكاب الجريمة حيث قال لأحد أطباء الأمراض النفسية والعقلية: "إنني أشعر بأنني لست على ما يرام." أما الطبيبان اللذان وصفا العقاقير المتقدم ذكرها فإنهما يواجهان المثول أمام جلسة سماع أمام المجلس الطبي العام لمناقشة مدى أهليتهما لممارسة مهنة الطب – ذلك أن المجلس المذكور هو الذي يمتلك صلاحية كف اليد أو المنع من ممارسة المهنة. وكانت محكمة التاج في تشلمسفورد قد استمعت إلى كيف أن إدوارد بدأ يخرج مع مجموعة من رفاق السوء ممن درجوا على تعاطي المخدرات. ولوحظ عليه أنه بدأ يتأخر في الذهاب إلى المدرسة ويفتعل المشاكل ويوقع الأذى بنفسه قبل أن يتم تشخيص حالته في عام 2007م بأنه مصاب بالاكتئاب. وفي شهر سبتمبر من ذلك العام تم إعطاؤه سيتالوبرام ثم تم تغييره إلى بروزاك في شهر نوفمبر بعد أن بدأ يشكو من الآثار الجانبية. ويقول الدكتور أندرو هيركسهيمير استشاري علم الصيدلة الإكلينيكية والذي تولى الكشف الطبي على إدوارد، فقد تحدث قائلاً: "إن أكثر شيء مؤثر بالنسبة لي أنه أخبرني قائلاً: 'إن شيئاً مفاجئاً خطر بذهني فاضطررت للقيام بما قمت به."